أصبحت الحكومات في جميع أنحاء القارة الإفريقية، مع بعض الاستثناءات، أكثر سلطوية، وهو ماسيؤدي إلى أن الأفارقة سينفصلون بشكل متزايد عن أولئك الذين يزعمون أنهم يمثلونهم. كما يمكن أن يتجلى عدم الاستقرار السياسي في حلقات عنف شديدة، كما نشهد بالفعل في إثيوبيا وموزمبيق ونيجيريا.

وستنمو مثل هذه الاضطرابات مع تنافس النخب على السلطة ويقاوم المواطنون الأنظمة القمعية، وسيؤدي بدوره إلى إعاقة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مما يضر بالسكان الذين يتزايد عددهم بسرعة في القارة.

وتؤدي هذه القوى مجتمعة أيضا إلى النزوح الداخلي والهجرة الخارجية - إلى البلدان الأفريقية الأخرى وإلى أوروبا على حد سواء.


وتتميز مكانة الديمقراطية في إفريقيا اليوم بتأثيرات لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك إرث الاستعمار وظهور العصر الرقمي. وتبرز أربعة اتجاهات وهي:

زمانية: مكاسب تدريجية

في تقريرها لعام 2021، صنفت منظمة «فريدوم هاوس» ثماني بلدان فقط في إفريقيا جنوب الصحراء على أنها حرة.

ونصف هذه الدول الثماني عبارة عن دول جزرية صغيرة: الرأس الأخضر وموريشيوس وساو تومي وبرينسيبي وسيشيل. تتمتع دول أخرى، مثل بوتسوانا، بمستويات عالية من التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

المؤسسات الحكومية القوية هي سمة مشتركة، تعمل كحصن ضد القادة المهتمين بأنفسهم، كرئيس جنوب إفريقيا السابق يعقوب زوما، الذي يُحاكم الآن بتهمة الفساد. كما أنها توفر استقرا ًرا إضافيا حول الانتخابات.

في غضون ذلك، ارتفع عدد البلدان الأفريقية التي صنفتها منظمة «فريدوم هاوس» بأنها «غير حرة» من مستوى منخفض بلغ 14 في 2006 و2008 إلى عشرين في عام 2021.

إقليمية: اتباع الجيران

الجغرافيا ليست مصيرا تماما، لكن البلدان المصنفة بالمثل تميل إلى تكوين مجموعات. ويوجد في كل من غرب إفريقيا وشرق إفريقيا أنظمة حرة جزئيا. وغانا هي الاستثناء الأكثر بروزا وإيجابية في غرب إفريقيا.

رقمية: توليد المعلومات

يعمل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد على تمكين الشباب في إفريقيا ليصبحوا ناشطين سياسيا. وقد شوهد هذا في نيجيريا، حيث نظم متظاهرو #EndSARS عبر الإنترنت للمطالبة بإصلاحات الشرطة؛ وفي أوغندا، حيث استخدم المرشح الرئاسي روبرت كياغولاني سينتامو، المعروف باسم بوبي واين، وسائل التواصل الاجتماعي لتحفيز حركة سلطة الشعب؛ وفي غانا، حيث حرض مستخدمو «تويتر» على مناقشة وطنية حول التعدين غير المشروع على نطاق صغير.

السياسة الوبائية

في وقت سابق من هذا العام، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنه «باستخدام الوباء كذريعة، قامت السلطات في بعض البلدان بنشر استجابات أمنية صارمة وإجراءات طارئة لسحق المعارضة وتجريم الحريات الأساسية وإسكات التقارير المستقلة وتقليص الأنشطة». للمنظمات غير الحكومية. ذكرت منظمة «فريدوم هاوس» في أواخر عام 2020 أن الديمقراطية في ثمانين دولة كانت أسوأ حالا بسبب الوباء.