مشكلتنا الأساسية ليست في عدم كفاية المعاش ولا في زيادة الأسعار ولا في الضرائب والرسوم لأنها علي الجميع، ولا خيار لنا في رفضها أو تعديلها.. مشكلتنا التي قد لا يعترف بها الكثير والبعض لا يريد ذكرها والبعض لا يعرفها وهناك من يعرفها ولا يستطيع تركها رغم معاناته منها.

إنها ثقافة التقليد والغيرة والمجاراة والتصنع في الصرف والتبذير والهدر.. نعم هذا ما يعاني منه معظم أفراد الشعوب.. مداخيلهم محدودة ومستورة ويجارون الأغنياء بتحملهم القروض وادخارهم بالسالب.

تجار التراب تلاعبوا ورفعوا الأسعار لاستغلال الأغنياء، فتسابق علي المصيدة المسكين صاحب الدخل المحدود، فتملك الأرض بقيمة المتر المرتفعة جدا، رغم أنها ليست على نهر أو بحر أو غابة، برغم أن هناك أحياء قريبة جدا وبأقل من نصف السعر.

مساكين كل هذه المعاناة فقط ليقول أنا ساكن في المنطقة الفلانية ويفتخر بذلك، وهذا يدل على الجهل والغباء.. وهؤلاء أكثر الناس نقدا وصياحا في المجالس ووسائل التواصل.

كذلك قدرتهم المالية في شراء سيارة قيمتها تكون معقولة، ولكنهم يدفعون من دخلهم المحدود ليحصلوا علي مركبات بالتقسيط لسنوات عدة وهناك ما هو أهم. مع الجوال الذي قيمته آلاف الريالات ولا يعرف من مميزاته سوى القليل جدا، رغم أن هناك جوالات بسعر أقل بكثير.. مع شرب القهوة والعصائر والمأكولات والحلويات من أماكن مبالغ فيها جدا جدا رغم دخلهم المحدود.

أما السفر وكثرة السفريات، فهذه تكفي لسحب مدخراتهم وقروضهم، فهم يسافرون وينفقون وهم غير قادرين، وكما ذكرت سابقا هم أكثر الناس تشكيا ونقدا وصياحا.

وفي مناسبات زواجاتهم ينفقون مبالغ خيالية من باب التقليد والمجاراة، وتذهب هباء في ساعات معدودة، ويقضون سنين طويلة لتسديد ديون وقروض تكاليف الزواج للأسف.

كذلك الإسراف في مناسباتهم المتعددة، فتجد البذخ والهياط والتبذير، وكان يكفي الربع مما تم تقديمه، إنه شيء مؤسف ومؤلم.

{إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخْوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِ ۖ }