مرت 7 سنوات هجرية على بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- أيده الله- ملكاً للبلاد وقائداً لها، إذ تولى الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في الثالث من ربيع الآخر من العام الهجري 1436 هـ ليبدأ عهد جديد من الازدهار، ووصف، حفظه الله، هذا الحدث بقوله «الأمانة العظمى» في خطابه الأول للمواطنين بعد البيعة، لتثبت الأحداث التي مرت علينا خلال هذه الأعوام أننا في رعاية القوي الأمين، والقائد الذي يسخِّر مقدرات الوطن كلها لخدمة المواطنين وضمان الحياة الكريمة المستدامة لأبناء هذا الوطن معتمدا بعد الله، سبحانه، على همة هذا الشعب التي لا تعترف بالهزيمة.

سبع سنوات واجهنا فيها العديد من التحديات على مختلف الأصعدة، سواء منها التعليمية أو الصحية أو الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية، إلا أن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تمكنت- بحمد الله- من خفض الآثار المترتبة على كل ما عشناه باعتبارنا جزءًا من هذا العالم، بل وقادت التنمية في كل مناطق المملكة من خلال إنشاء هيئات متخصصة بخطط استراتيجية واضحة وموجهة لما تتميز به كل منطقة من مناطق بلادنا الغالية. ولم تكتفِ قيادتنا برسم المستقبل على المستوى المحلي، بل شاركت بفعالية في قيادة المجتمع الدولي إلى بر الأمان خلال أزمة كوفيد19 وما نتج عنها من تحديات اقتصادية وسياسية، كما بذلت جهودا دولية لضمان الاستقرار الاقتصادي والتعليمي والصحي في المنطقة والعالم، وتوج وطننا ذلك بالدور الريادي في مكافحة التصحر والاحتباس الحراري بإطلاق مشروع الشرق الأوسط الأخضر والمشاركة عالية المستوى في قمة المناخ مؤخرا، لتحتل بلادنا مكانتها المستحقة في قيادة العالم نحو الاستدامة البيئية والحفاظ على الكوكب من أجل الأجيال القادمة.

يحدث هذا كله، بينما يخوض جيشنا العظيم حربا على حدودنا الجنوبية لا نكاد نشعر بها، وتحمي قواتنا الجوية مكتسباتنا من عدو جبان يوجه صواريخه المسيسة حتى للحرمين بكل دناءة، وعلى الجانب الآخر يستمر هذا الوطن العظيم في التقدم والازدهار بثبات يلمسه المواطن والزائر، فتفتتح المشاريع الضخمة على أرضنا، وتحقق مؤسساتنا الحكومية وشبه الحكومية تقدما ملحوظا في مشاريعها ومبادراتها المستندة على أهداف رؤية المملكة 2030م محليا وعالميا، ويتقدم تمثيلنا في المحافل الدولية بترشيح وانتخاب سعوديين وسعوديات في المجالس العالمية المؤثرة ليكملوا مسيرة الفخر بشرف الانتماء لوطن عظيم.

السعودي فخور بقيادته دائما، وفخور بانتمائه لهذه الأرض وهذا الوطن، ويتضاعف فخرنا هذه الأيام ونحن نرى أعناق العالم كله تشرئب باتجاه الرياض بحثا عن الحلول الاستثنائية في الظروف الحرجة، واقتداءً بحكمة قيادتنا تجاه المستجدات العالمية أيا كان نوعها ومهما بلغ حجمها. وإذا كان خادم الحرمين الشريفين، أيده الله، رأى في الملك «أمانة عظيمة» فإن الانتماء لوطن يلهم العالم أمانة عظيمة كذلك تستوجب منا جميعا العمل بمقتضاها أيا كان موقعنا على خارطة الوطن وأيا كان دورنا في حاضره ومستقبله، لنحقق بطموحنا وهمتنا وتركيزنا بعد توفيق الله كل ما نصبو إليه، مستمدين قوتنا من قيادتنا التي لا تعترف بالمستحيل، فكل عام ومليكنا المفدى بخير وعز وسؤدد، وكل عام ونحن خير مواطنين في أعظم بلد.