من النعم العظيمة التي تحظى بها المملكة العربية السعودية وحدة الدين، ووحدة الصف، ووحدة السياسة، اتباعاً للرؤية الإسلامية في اتخاذ البيعة أساس النظام السياسي الإسلامي منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم، حيث إنها تضفي الشرعية على نظام الحكم في الالتزام بالشريعة والشورى. لذا فأساس التطور الحضاري في المملكة قوة النظام السياسي المبني على الميثاق الإسلامي، والذي شهدت المملكة فيه تتابع الحكم السعودي على أساس بيعة الإسلام، والتلاحم الوطني، والتعاضد الأمني في وجه كل الدسائس الفكرية والقومية، والغزو البشري والتقني.

‏منذ يوم ‏مبايعة ‏خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في 3 ربيع الآخر عام 1436هـ، الموافق 23 يناير 2015م ونحن نسعد ‏في كل عام بتجديد العهد، إيفاءً بالوعد لقائد الأمة العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- بالسمع والطاعة ولاءً وانتماءً. كما يطيب للأرض أن تبتسم خضرة ونماء؛ لتكتسي بالمجد السعودية الخضراء، وتزهى الصحراء تطوراً وارتقاء، ويحلّ التطوير بالحفاظ على الموروث الأصيل في الدرعية التاريخية، ‏وافتتاح مشاريع الطاقة المتجددة، وتوطين الصناعة العسكرية، ‏وتعزيز هوية الأمن الرقمي عبر إنشاء هيئة الأمن السيبراني، ‏ورفع مستوى الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، مما جعل المملكة العربية السعودية تتصدر المراتب الأعلى تنافسية عالمياً بواقع تشهده الأرقام. تعتبر ذكرى يوم البيعة السابعة ذكرى عزيزة على الشعب السعودي وكافة أنحاء مناطق المملكة من جبال اللوز إلى جبال تهامة، ومن ساحل الشرقية إلى انتهاء ساحل الغربية، مروراً بجبال طويق مرسى الحزم والعزم، ومهبط الأمجاد؛ إذ يستشعر الوطن بسعادة غامرة تجديد العهد لقائد المجد الذي قاد استدارة بوصلة النماء نحو عنان السماء برسم الخطى نحو استشراف المستقبل بقيادة رؤية 2030 اقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً وحضارياً، بتحسين ‏الخدمات الحكومية، وتحسين الظروف البيئية، وتطوير ‏كافة القطاعات في المملكة، وتفعيل دور المرأة في المجتمع، ‏ومكافحة الفساد للحفاظ على المال العام، والارتقاء بالمملكة نحو مصاف العالمية اقتصادياً وسياسياً وتقنياً.

تعتبر بوادر الإنجازات ضرباً من الواقع الحي نحو تحقيق الاستدامة المثلى، وامتداداً ‏للحضارة التاريخية لقادة المملكة بمواصلة النماء، والحرص على أمن الوطن بالمحافظة على المقدسات الإسلامية والعناية بها، ‏وتوفير الخدمات اللازمة لراحة الحجاج والمعتمرين والزائرين ‏بأحدث التقنيات، وأروع الخطط المرسومة بدعمٍ حكومي منقطع النظير.

كما يحسب للمملكة ودورها الفعال في إدارة الأزمات ‏في صورةٍ أبهرت العالم بمدى تماسك القيادة مع الشعب، ورسم الخطط البعيدة المدى لاحتواء المخاطر المفاجئة، وذلك بتوفير الاحتياط الاقتصادي والصحي والغذائي في وقتٍ عجزت فيه كبار دول العالم عن احتواء أزمة فيروس كورونا. عين على تطوير المملكة لأبعد مدى، ويد تنبري بحزم وعزم لصدّ العدا، ويد تفيض بالندى من قلب المملكة إلى الوطن وكافة بلدان العالم، وقلب على صحة الإنسان، حيث اللامنتهى بقيادة ملكنا سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- أمد الله في عمره عبر الأزمان في طاعة وإيمان.

ختاما.. لن نفي الأرض حبا، ولن تنتهي بنا السماء زهوا، ولن تكفينا اللغة ولاءً وانتماءً وعهدا يمتد من شرايين قلوبنا إلى شريان قلب والدنا وقائدنا سوى أن ننظم بالبيعة عهدا يستفيض كل المواثيق ولاءً وانتماءً وعزًّا.. أبايعك سيدي الملك سلمان بن عبد العزيز على كتاب الله وسنة رسوله (ﷺ)، وعلى السمع والطاعة في العُسر واليُسر وفي المنشط والمكره.