مع بدايات دخول الشتاء تزدهر خلال هذه الفترة من العام السياحة الشتوية في عدد من المناطق مثل؛ عسير والباحة وجازان وتبوك وحائل، والتي تكثر فيها المنتزهات الصحراوية، وهي تعد مقصدًا مهمًّا للسياح والزوار للاستمتاع بالمواقع الطبيعية والتاريخية والتراثية في فصل الشتاء، بغرض الترفيه والتخييم والاستمتاع بطبيعة الصحاري.

ويمارس رواد المخيمات مجموعة من الأنشطة والفعاليات ذات العلاقة بتراث الصحراء مثل السفاري والرحلات إلى الروضات والفياض والأودية والشعاب، ورياضة التطعيس بسيارات الدفع الرباعي، وإقامة المخيمات في المناطق الربيعية، والرياضات التراثية، والألعاب الشعبية، ورياضة القنص بالصقور، والتزلج على الرمال، وتسلق الجبال، وكذلك الاستمتاع بمناظر الثلوج، حيث تكثر الكشتات.

وتتمتع العديد من مناطق المملكة بمقومات سياحية عديدة ومنها المنتزهات البرية التي تشهد إقبالاً كبيرًا من محبي السياحة الصحراوية وهواة البر، خاصة من الشباب والعائلات لقضاء إجازاتھم وسط أحضان الطبیعة وبین الجبال الشاھقة وعلى الرمال الناعمة ضمن الأجواء الصحراویة الباردة، وتنوع البيئات الطبيعية، واعتدال المناخ في السفوح والأودية الخضراء، وأيضًا هطول الأمطار عليها.

وتعد المخيمات البرية متنفسًا للكبار والصغار لممارسة بعض الھوایات؛ كتسلق الجبال والتصویر والتمتع بالطبيعة، حيث تمتاز الصحاري بتوافر الطبيعية الخلابة والكائنات الحية والنباتية الفريدة إضافة إلى توافر العديد من المواقع التاريخية والأثرية والتراثية، ولكن يجب الحذر وأخذ الحيطة واتباع التعليمات وإجراءات السلامة في التخييم بالمواقع الآمنة التي تتمیز بتوافر المنتزھات البریة والأودیة والشعاب المعروفة.

واحذر الشباب من ممارسة السلوكيات الخاطئة في مواقع التخييم، مثل التجول بالسيارة في كل مكان وعدم اتباع الطرق الصحراوية، مما يتسبب في إتلاف النباتات البرية والروضات الخضراء، وكذلك احذر من التخييم في مواقع السيول والأودية، وأيضاً إشعال الحطب التي تتسبب في حدوث حرائق كبيرة، وخطورة التعرض لحرارة الشمس، والرياح، والبرد، والضياع في الصحراء، وخطر الحيوانات والحشرات، بالإضافة إلى تجنَّب الشرب من الماء المتواجد بعد الأمطار في الصحراء لأنها قد تكون ملوثة وتسبب مشاكل في المعدة.

ولرحلة تخييم شبابية أو عائلية آمنة من الضرروي التخطيط المسبق للرحلة، وحمل بعض الأغراض المهمة، مثل؛ خارطة للمنطقة، بوصلة، كشاف، طعام وشراب كاف ولاسيما المعلبات، ملابس ثقيلة وبطانية، وكذلك واقٍ من المطر، وشباب للنار، وخيام مناسبة للنوم، إلى جانب صندوق إسعاف، وارتداء أحذية مشي مريحة، مع الابتعاد عن مواقع المنحدرات الجبلية.

وأخيرًا.. أدعو كل مواطن ومقيم على هذه الأرض المباركة إلى المحافظة على البيئة والحياة الفطرية أثناء الرحلات البرية، وحماية المناطق الطبيعية والمقومات السياحية، ومراعاة أساليب التنزه الصحيحة، لما لها من أثر بالغ على المواقع السياحية والبيئة بشكل عام.