كشف مصدر في العاصمة صنعاء، تنامي الخلافات بين القيادات الحوثية بصورة متسارعة، ولم تتوقف الخلافات عند حدود التنافس على الثروات ونهب الأموال والسرقات، بل وصل الأمر إلى التنافس على المناصب ورفض التهميشات، وقال المصدر لـ«الوطن» إن القيادي الحوثي الذي يعتبر أحد أذرع إيران في اليمن أبو علي الحاكم، لا يزال يرفض رفضا كليا أي لقاءات أو توجيهات، ويصر على موقفه المختلف مع توجهات السفير الإيراني حسن إيرلو، والذي قام بتهميشه وتقليص صلاحياته منذ قرابة العام ونصف العام، وخاصة بعد فشل أبو علي الحاكم في إسقاط مأرب وتقديمه معلومات استخباراتية غير صحيحة.

تهميش الحاكم

أضاف المصدر أن كثيرا من توجيهات وقرارات أبو علي الحاكم لا ينظر إليها ولا يهتم بها، وتم تهميشه بشكل كبير وعدم دعوته إلى الاجتماعات واللقاءات، وأصبح شخصا غير موثوق به، وهو الأمر الذي زاد من التكتلات داخل الجماعة، وأبو علي الحاكم لديه أنصار ومؤيدون، وهناك أعداء له من داخل القيادات الحوثية. ووصل الأمر إلى التهديدات العلنية والتحديات الصريحة، وزادت مخاوف الحوثيين في الفترات الأخيرة من محاولات أبو علي الحاكم الانتقامية واستعادة مكانته واعتباريته، التي فقدها خلال الفترة الماضية، وإيصال رسائل تهديدية.

أموال طائلة

أشار المصدر إلى أن لقاءات أبو علي الحاكم، وتحركاته الأخيرة ومحاولاته كسب ود ورضاء بعض المشائخ والوجهاء، إضافة إلى مد جسور جديدة مع أغلب المعارضين للحوثيين، من خلال المقربين من أبو علي الحاكم، أثار مخاوف الحوثيين وشكوكهم، وأوضح المصدر أن أبو علي الحاكم يسيطر على أموال كثيرة وطائلة، ويحظى بولاء من أعداد كبيرة، خاصة وأنه خلال الفترات الأخيرة أنفق مبالغ كبيرة وضخمة، لتقوية علاقاته مع الكثير.

سحب الصلاحيات

اعتبر المصدر انعزال أبو علي الحاكم خاصة بعد سحب كافة صلاحياته وتهميشه، كان بداية شرارة الخلاف، خاصة والحاكم لم يكن قبل حضور السفير الإيراني مقبولا، لدى القيادات الحوثية وكان شخصا غير مرغوب به، وأن كثيرا من القيادات الحوثية حينها انتقدوا قرار تعيينه رئيسا لاستخبارات الحوثيين، نظرا لتخلفه وحماقته وسوء تدبيره، واستخدم في فترات سابقة كمرسول للقاء المشائخ والوجهاء، وأن المنصب كان مجرد منصب شكلي، فيما العمل الفعلي لاستخبارات الحوثيين يديره قيادات وخبراء من إيران وحزب الله اللبناني، وهذا لا يعني أن أبو علي الحاكم لم يتم اختياره من جانب الإيرانيين بكل عناية ودقة، وهو الشخص الذي مهد لهم وسهل عليهم الكثير من الإجراءات والخطوات والأعمال داخل اليمن، وكان مشرفا ويشرف على الكثير من تنفيذ القرارات الإيرانية وتنفيذ المخططات الإيرانية على الأراضي اليمنية.

تهدئة الصدام

قال المصدر إن السفير الإيراني حاول ويحاول تهدئة الموقف والصدام مع الحاكم، وتم تدخل عدد من الوسطاء لإنهاء الخلافات إلا أن الرفض يأتي من أبو علي الحاكم، وعدم قبوله بأي مصالحات مع السفير الإيراني الذي يصفه دوما بالسفيه والجاهل، ويأتي حرص السفير الإيراني لاحتواء الحاكم، خشية تطور الأوضاع، كما أن أشد الحريصين على إذابة الخلاف واستعادة الثقة وتهدئة الخلافات، هم من القيادات اللبنانية التابعة لحزب الله.

تصفية حسابات

أضاف المصدر أن هناك قيادات حوثية مقربة من السفير إيرلو دعمت وتدعم الخلاف، وتسعى لإسقاط أبو علي الحاكم، خاصة وهناك تصفية حسابات قديمة بينه وبين أطراف أخرى، منها محمد علي الحوثي الذي تم ضمه للمجلس السياسي، بينما أبو علي الحاكم استنقصه مرارا وقلل من قدراته وعدم أهليته، وأوضح المصدر أن ما يحدث ويدور في العاصمة صنعاء، أكبر مما يتصور الآخرون. وهناك تدهورات كبيرة في الإدارة الحوثية للأوضاع ستنتهي بمواجهات ساحقة، وأكد المصدر أن قناة المسيرة تحاول وتسعى لإظهار صور لأبو علي الحاكم البعض منها قديمة ومن الأرشيف، سعيا للتضليل على الناس والإيهام بأن ما يقال وينتشر ويشاع غير صحيح.

أسباب الصدام بين الحاكم والانقلابيين

تجاهل توجيهات وقرارات أبو علي الحاكم

تهميشه بشكل كبير وعدم دعوته إلى الاجتماعات واللقاءات

مخاوف الحوثيين من محاولات أبو علي الحاكم الانتقامية واستعادة مكانته

تصفية حسابات قديمة بينه وبين أطراف أخرى منها محمد علي الحوثي