اليوم تشهد المملكة إنجازات استثنائية ضخمة في مجال القطاع الثالث، فزخم التحديات والتطورات والإصلاحات التي شهدتها المملكة أخيرا في القطاع غير الربحي لها صداها خارجيا وداخليا، ولعل من أبرزها تأسيس أول مدينة غير ربحية في العالم، ستسهم هذه المدينة -بإذن الله- في تسريع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتبارها محركا أساسيا للتنمية وحدثا عملاقا سيحقق الكثير من الأحلام، ويفتح آفاقا جديدة للتنمية، ويتغلب على الكثير من التحديات والقيود، فالجهود المبذولة اليوم جعلت من القطاع غير الربحي جزءا رئيسا من أساسيات التنمية في هذا البلد المعطاء.

تأسيس تلك المدينة غير الربحية جعلها الأولى عالميا، جعلها تفوز بقصب السبق، وستصبح أضخم مورد مساند للقطاع غير الربحي على مر التاريخ، ستحقق المزيد من النهضة التنموية والأثر المتزاحم -بإذن الله.

في الحقيقة، جسد لنا هذا المشروع اهتمام الدولة بالوطن وأهله، فقد خصصت حكومتنا الرشيدة وأولت القطاع الثالث جل العناية والاهتمام لتعميق الأثر وتنمية المجتمع.

من أنبل الصفات دعم الجانب الإنساني والعمل على ترميم التصدعات بالمجتمع، وسد حاجات الناس والسعي إلى تنميتهم وتفعيل دورهم المجتمعي، ليصبحوا أعضاء فاعلين بالمجتمع، وهو ما قام به سمو الأمير محمد بن سلمان في تأسيس واقع الأحلام التي يمكن أن تسمى بالجريئة، وتحويل تلك الآمال المنشودة إلى واقع حي ملموس على أرض الواقع.

فازدياد دعم الدولة حاليا للقطاع غير الربحي يهدف إلى تعليم وتنوير المجتمعات، الاهتمام بتمكين وتأهيل شباب هذا الوطن، وتحقيق النمو الاقتصادي لبناء نسيج اجتماعي متماسك متلازم، بتفعيل معايير الحوكمة الرشيدة لتعزيز مسارات التنمية المختلفة.

ستكون تلك المدينة أكبر معزز لأدوار القطاع غير الربحي التنموية، وستعمل على توسيعها، وتقليص مساحات التحديات، لتواكب التقدم الذي يشهده العالم اليوم، وإبراز دوره كشريك تنموي، ومكمل للقطاعين العام والخاص.

المملكة العربية السعودية اليوم تتغير بوتيرة غير مسبوقة، محققة إنجازات جبارة، ومن التغيرات الضخمة التطور الحاصل في القطاع غير الربحي، مما جعله في طليعة المجالات المؤثرة والمهمة، لما له من ارتباط بشعبها ومواطنيها وملامسة حاجاتهم وحوائجهم.