يبدو أن الولايات المتحدة في سياستها الجديدة لا تعتقد أن القتال وخسارة جنودها في معركة تبعد آلاف الأميال يمكن أن يحققا لها شيئا، فالتي تجري الآن هي بالنيابة، بالإضافة إلى الحرب الإلكترونية، وهذا موضوع آخر.

تبعا لذلك، أريد للانتخابات العراقية أن تكون ذات ثوب جديد، فتكون هناك قوى صاعدة، التي كانت تنادي بحل الحشد الشعبي، وإنهاء دوره، وهذا الكلام يدخل في خانة الوقوف مع الهدف الإستراتيجي لواشنطن، كما يراه المراقبون.

أهمية الانتخابات أجبرت المهتمين على البحث الدقيق عن الصغائر فيها، فظهرت غرائب وقضايا رقمية عجيبة، وأخرى مثيرة للشك جدا، ومنها ما نشره مختصون عن اكتشاف أن اسم «ليندا» موجود في برنامج تعارف «البحث عن أصدقاء».

وفي أثناء تعمقهم بالبحث، تبين وجودها في كل عمليات البحث بمحيط مراكز الاقتراع، حيث تبين لاحقا أنها مسؤولة العلاقات في الشركة الألمانية، والمسؤولة عن عمليات العد والفرز، وأيضا مسؤولة في الكنيست الإسرائيلي!.

على الرغم من ذلك، وانطلاقا من المسؤولية الوطنية والشرعية للعقلاء تجاه الوطن، والشعب المرتهن بسبب التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد، صار لزاما على أهل الحل والعقد الركون إلى التهدئة، والتعامل بحكمة، والجلوس إلى طاولة الحوار، والخروج من هذا المأزق الخطير، الذي - لا سامح الله - لو لم نغلب المصلحة العامة على الشخصية فيه، فإننا ذاهبون لا محالة نحو الصدام الداخلي.

الكتل الفائزة نفسها لا يمكنها السير نحو تشكيل الكتلة الأكبر، ولو كانت قادرة، لتحركت نحو إعلان نفسها كتلة أكبر، والسير نحو شركاء من السنة والكرد.

صحيح أنها تواصلت، ولكنها لم تلق استجابة من هذه الكتل، بل قالتها بصراحة إنها لا يمكنها الجلوس مع طرف دون آخر، وهذا يحتم على الطرفين الوصول إلى توافق يرضي الطرفين، ويحافظ على ما تبقى من قناعات بالديمقراطية، حفظا للوطن وشعبه.