يحكى أنه في إحدى البلدان كانت تعيش فتاة مريضة يائسة من الحياة، لدرجة أنها كانت تنتظر الموت، وتتوقعه في أي لحظة، وكانت هذه الفتاة تراقب شجرة بجوار البيت، وترى أنها يوميا تسقط عدة أوراق عن تلك الشجرة.

ذات يوم، وبينما تنظر إلى الشجرة، قالت الفتاة المريضة لأختها إنها سوف تموت عندما تسقط جميع أوراق هذه الشجرة. سقطت جميع الأوراق عن تلك الشجرة عدا ورقة واحدة لم تسقط أبدا، على الرغم من تعاقب الفصول عليها، وبقيت موجودة لزمن طويل.

بدأت الفتاة المريضة في التماثل للشفاء، وتعافت تماما من مرضها، وبينما هي خارجة من منزلها لأول مرة، بعد معاناتها المرض فترة طويلة، وجدت أن الشجرة التي كانت تراقبها ليست حقيقية.

كانت الشجرة مصنوعة من البلاستيك، وعرفت أن أختها هي من صنعتها، ووضعتها أمامها حتى تجدد الأمل بداخلها. ذلك الأمل وحُسن الظن بالله الذي ساعدها على الشفاء، والتعافي من مرضها.

أحبابي.. ما أجمل أن نزرع الأمل، ونجدده في نفوس من فقدوه أو شعروا يوما بفقده. الحياة حلوة جميلة رائعة إذا أقبلت علينا، ولكنها أيضا صعبة شنيعة قاسية إذا أدبرت عنا.

كونوا من صناع السعادة في حياة من فقدوها من الناس، اكتبوها على جبينهم، ارسموها على شفاههم، اغرسوها في قلوبهم، ابذروها في عروقهم، انثروها في طرقات صباحهم ومسائهم، فالحياة غدارة، وقد تدير ظهرها للبعض، إلا أننا بالمحبة نستطيع أن نحوّل صعبها إلى سهلها، وعسرها إلى يسرها، ولو بطيب كلمة أو جميل معروف.

ويوم لك ويوم عليك، والدنيا دوارة، وكل ذلك بأمر الله وقضائه وقدره.

لسنا من يتحكم في نواميس الكون والقدر، خيره وشره، ولكننا بالتأكيد مستخلفون في الأرض، وكلنا على الرغم من قسوتنا وتقاتلنا، ونزاعنا مع بعضنا كبشر، فإننا نظل في حاجة بعضنا، مهما اتسعت دائرة الخلاف والاختلاف والكراهية بيننا.

هنيئا لأولئك الناس الذين دائما يزرعون بصيص الأمل والتفاؤل لغيرهم، فما إن تقابلهم أو تهاتفهم أو تجالسهم إلا وتسمع منهم طيب الكلام وحلاوة اللسان وروعة اللقاء وخفة النفس وجمال الروح، وهم بصنيعهم هذا قد نثروا السعادة في النفوس، والابتسامة على الضروس.

نعم هنيئا لهم، وكثر الله من أمثالهم، وجعلنا وإياكم منهم أو مثلهم.