قد تكون البطولة الآسيوية الثامنة بمختلف مسمياتها والرابعة على صعيد أبطال الدوري الأغلى للهلاليين لأنها جاءت عبر بوابة الغريم التقليدي النصر، الذي أطاح به الزعماء في محطة الأربعة وسط ظروف حالكة كانت تصب في مجملها لمصلحة أصحاب الأرض، وما أرمي له أنها أقيمت على ملعب الجامعة الذي انتقل إلى حوزة النصر، واللافت أن الهلال خلال المواجهات التي خاضها أمام الجار لم يحقق الفوز في هذا الملعب وجاءت بارقة الأمل بعد أن أصبح يتوشح اللون الأصفر، حيث مني فارس نجد بالهزيمة الأقسى في تاريخ الفريقين على اعتبار أنه لم يسبق وأن تقابلا في السباق الآسيوي، وكان النصراويون يتجسد في مشاعرهم الأمل لبلوغ النهائي الذي لم يصله سوى مرة وتحديداً قبل ربع قرن، غير أن نجوم الزعماء أسقطوا خصمهم في مواجهة لا يمكن أن يمحوها التاريخ، وجاء تحقيق اللقب ليعزز الفرح، وأمام هذا المنجز يبقى الهلال الوحيد الذي تخطى كبار الفرق السعودية بداية بالأهلي مروراً بالاتحاد وأخيراً النصر، ولم يتبق في مربع الكبار سوى الشباب، وهناك لقاء ينتظر الفريقين في البطولة القادمة بعد أن تأهل الليوث إلى جانب الهلال والفيصلي والتعاون، أعيد القول بأن الآسيوية الثامنة أنهت كل التأويلات وأكدت أنه لا يوجد زعيم سوى الهلال بكعبه العالي الذي يضع له مكانة سامقة بين الفرق المحلية والآسيوية، الثامنة لها مذاق خاص ولن ينسى النصراويون تلك النسخة الأسهل التي كانت قريبة المنال من البيت الأصفر، حيث دانت الظروف تصب لمصلحتهم بعد أن وضعت القرعة جميع النزالات على ملعبه، غير أن شكيمة الزعماء قتلت طموح الجار وأكدت أن الآسيوية لعبته في مثل تلك الظروف، تحية للهلال وألف تحية للرياضة السعودية بمنجزها الجديد، حيث ينتظر الزعماء مشاركة عالمية جديدة هي الثالثة في تاريخه، وما دام الحديث عن العالمية الرياضة السعودية تزهو باستضافة البطولة العالمية الأولى للتايكوندو للسيدات التي ستنطلق بعد ساعات قليلة بمدينة الرياض في نسختها الأولى، ولاشك أن اختيار المملكة كبلد مستضيف امتداد لما تحظى به الرياضة السعودية في الأعوام الأخيرة من ثقة كبيرة من قبل الاتحادات الدولية والقارية بمختلف الألعاب الرياضية. ‫