منذ تسلم حكام إيران السلطة في هذا البلد الجار للأمة العربية، في نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي، بدأوا في إشعال فتيل الحرب على العرب، وكانت البداية هي العدوان الغاشم على العراق. وعلى الرغم من أن القيادة العراقية، في حينها، عرضت على إيران إيقاف الحرب منذ الأسبوع الأول على اندلاعها، والجلوس على طاولة الحوار، لتسوية النزاع، بما يضمن حق الطرفين، فإن حكام إيران رفضوا هذا العرض رفضا قاطعا، متذرعين بأسباب شتى، كما هو موقفهم اليوم تماما من الصراع الدائر في اليمن.

الكل يعلم جيدا أن الحوثي ليس سوى أداة تنفذ ما تأمر به ولاية الفقيه في إيران. كما أن حكام هذا البلد هم من استباحوا تراب سورية، واقترفوا فيها من المآسي والأهوال ما تشيب لهوله الولدان، وهم من يقفوا وراء كل ما يحصل في لبنان، من تعطيل انتخاب حكومة واستشراء الفساد بكل ألوانه في هذا البلد، وهم من زودوا الحوثيين بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة، لاستهداف بلاد الحرمين الشريفين، وبذلك يؤكد حكام إيران عداءهم للإسلام والمسلمين أيضا.

نحن نعلم جيدا، كما يعلم العالم، أن إيران عدو تاريخي للأمة العربية، لكن من المؤلم، والموجع حقا، أن يقف حكام بعض الدول العربية موقف المتفرج وغير المكترث، في الوقت الذي يخوض فيه التحالف العربي حربا طاحنة معه منذ أعوام طويلة، ويقدم دماء زكية طاهرة من خيرة أبنائه، دفاعا عن الحق العربي والشرف العربي والكرامة العربية، وحكام هذه الدولة العربية الشقيقة يشاهدون يوميا ما تقترف الأذرع الإيرانية من مجازر مروعة وجرائم لا أخلاقية قذرة بحق فلذات أكبادنا وأمهاتنا الغوالي في سورية والعراق واليمن، وما ينفذون من عمليات إجرامية بحق قوات الأمن في البحرين والمملكة العربية السعودية ومصر، بقصد زعزعة أمن واستقرار هذه الشعوب، وإشاعة الفوضى العارمة فيها، ليسهل لهم بعد ذلك تحقيق أحلامهم المقيتة وأطماعهم بالتوسع والتمدد على حساب الحق العربي والسيادة العربية، ولكن سيسحق التحالف العربي كل مشاريعهم العدوانية هذه بكل تأكيد.