يقول مارك مايسون «فلنكن صادقين، الشيء السيء سيء، وعلينا أن نتعايش مع هذا ولا نتهرب من الحقائق ولا نغلّفها بالسكّر، بل نقولها كما هي جرعة من الحقيقة الفجّة الصادقة المنعشة هي ما ينقصنا اليوم».

«صادقين» ! لبَّ الأمر وجوهر حقيقته، الصدق مع النفس، يقع الكثيرون منا فريسة ما بين الإفراط والتفريط في كثير من الأمور فأما التضخيم والتفخيم، لكل عارض يعرض لنا صح أم لا يصح، وأما التحجيم والتصغير وإن كان بغير موضعه، أينقصنا الصدق مع أنفسنا حقيقة..! وأننا نرى الأشياء والعلاقات على غير حقيقتها، أم هو داء الوهم نُصاب به فتعمى بصائرنا ونضل الطريق، تأخذنا أهواءنا تارة وانفعالاتنا تارة أخرى لنغدو ريشة في مهب الريح، نتأرجح بين الحقيقة والسراب ليكتسي البياض سواد والسواد بياض.

كل منا يستحكم في علاقته مع المشكلات والموضوعات وبعمومية أكثر للحياة أي كان ما نواجه إلي معتقدات وقيم الفرد الواحد، فما تراه صحيحا، ليس بالضرورة أن يراه غيرك صحيحًا، الصح والخطأ نسبي بين الناس إلا ما كان نابعا من العقيدة الدينية، فالحلال بين، الحرام بين، كما ورد في السنة النبوية.

انتقاص الأمور لا يغير من الحقائق شيئًا ولا يحيل المرارة لمذاق سائغ ولا تهويلها يقلل من وقع حضورها واستبدادها بنا أحايين كُثر، لكن التوسط فيما بين النقص والزيادة، ميزان إن ثقل هبط وإن خف علا، لا تتأمل ولا تتشاءم، تفاءل لكن لا تبالغ بردود أفعالك، فلا تدري أي الأمور خير لكن استخر وتوكل فما خاب من توكل على الله تعالى.