عندما أعلن الرئيس الفنزويلى لويس هيريرا كامبينس عزمه تشكيل وزارة لـ«الذكاء» بمستهل حكمه في 1978، عارضه معظم أركان حكومته، والتمسوا إليه نبذ هذه الفكرة، خشية أن تصبح بلادهم أضحوكة للعالم، ولكنه كان رجلا ذا رؤية وتصميم، لأنه كان مقتنعا بأفكار زميله الشاعر لويس ألبرتو ماتشادو، الذى وضع كتابا شعريا بعنوان «الذكاء حق بنسف المناهج المدرسية»، وأعلن فى 1979 شعاره «العبقرى ليس رجلا خارقا.. يمكن لكل رجل عادى أن يكون ذلك الرجل الخارق».

وصرح بأنه فى حاجة إلى اكتشاف طاقات جديدة لا فى الطبيعة فحسب، بل فى الإنسان كذلك، وأن الواجب الأول للمرء هو أن يتعلم كيف يكون أشد افتتانا بأحلام المستقبل بما هو أكثر من تاريخ الماضى. لذلك قرر تدريس «الذكاء» فى المعمل والمتجر والمدرسة والكلية، وشكل وزارة له.

ولم يقتصر الأمر على جعل «الذكاء» مادة علمية تعليمية فى هذا العصر، بل الذكاء أيضا للآلة، وجعلها تنظم شعرا عن طريق الذكاء الاصطناعى. ومن هذا المنطق، لم يزل الكثير من العلماء يعكفون على دراسة الذكاء الإنسانى عن طريق تصميم برامج للحاسب الآلى قادرة على محاكاة السلوك الإنسانى المتسم بالذكاء، وتعنى قدرة الحاسب على حل مسألة ما أو اتخاذ قرار فى موقف ما، بناء على وصف هذا الموقف، بحيث يجد البرنامج لنفسه طريقة تتبع، لحل المسألة أو التوصل إلى اتخاذ القرار بالرجوع إلى العديد من العمليات الاستدلالية المتنوعة التى غذى بها هذا البرنامج، وتسمى هذه الطريقة «تقنية المعلومات».

ويهتم هذا البرنامج كذلك بالأعمال التى نعدها ذكية، فقد تكون نصا لغويا منطوقا أو مكتوبا، أو لعبة شطرنج، أو حل لغز، أو كتابة قصيدة رائعة.

1997*

* كاتب وشاعر سعودي / كويتي «1951 - 2013»