كشف مصدر سياسي عن حقيقة مطار صنعاء حاليا، وقيام الحوثيين بتحويله إلى ثكنة تختص بأمور عسكرية حربية بحتة، قائلا: «تغير مسار مطار صنعاء منذ سيطرة الانقلابيين الحوثيين عليه من الخدمات الأساسية التي كان يقوم بها إلى خدمات عسكرية وأصبح نواة رئيسية لدخول كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات»،... كما قام بنقل أعداد كبيرة من الخبراء الإيرانيين واللبنانيين عبر رحلات متواصلة من مطار طهران وبيروت إلى مطار صنعاء والعكس، ولذا تحول المطار عن مساره الصحيح إلى أعمال عسكرية.

في ظل أن القيادات الحوثية تنكر أن المطار أصبح منطقة عسكرية ومنصة صواريخ، ولكن ماضي المطار يكشف أنه بالفعل يمتلك مرافق ومخازن عسكرية تحت الأرض ومساحات واسعة تمكنه من استخدامه عسكريا وهذا ما قام به الحوثيون.

مطار صنعاء بعد سيطرة الحوثيين

أكاذيب الحوثيين

وأضاف المصدر أن القيادات الحوثية التي تنكر أن المطار أصبح منطقة عسكرية ومنصة صواريخ، يواصلون كذبهم الذي لم يفارقهم، والبعض منهم إن لم يكن جميعهم يدركون تماما أن هناك خبراء إيرانيين وضعوا أيديهم على المطار فور وصولهم صنعاء، وتم إلغاء عدد كبير من الرحلات.

وأشرف الإيرانيون على المطار إشرافا كليا، وتحكموا في كل شيء، وتم تعيين طواقم إيرانية لبنانية، واليوم نجد القيادات الحوثية تكذب وتدعي أن المطار لا يمكن أن يكون عسكريا نظرا لضيق المساحة التي لا تسمح له أن يكون كذلك، ولا توجد فيه أي معالم أو مقومات كي يكون مطارا عسكريا، بينما الواقع يؤكد أن المطار أصبح بأكمله مطارا عسكريا.

وأصبح المطار عبارة عن منطقة عسكرية متكاملة تحوي قاعات تدريب وتشكيلات ومكاتب استشارات ومناطق لقاءات عسكرية، إضافة إلى وجود منصات صواريخ وانطلاق طائرات مسيرة، وكذلك أماكن تخزين المحركات والعمليات، تم تجهيزها خلال الفترات السابقة، كما يحوي المطار كميات من الذخائر والمتفجرات التي تشكل خطرا كبيرا على المطار والمواقع المجاورة.

إنشاء المطار

يؤكد المصدر أنه منذ إنشاء مطار صنعاء في منتصف السبعينيات من القرن الماضي وهو كما هو عليه دون توسعة أو تجديد، وكان المطار حينها متقدما آنذاك، ومع ذلك فقد أصبح هذا المطار مفتقدا لصفة المطارات الدولية بسبب تخلفه في شبه الجزيرة العربية، نظرا لأنه يتكون من مدرجين للإقلاع والهبوط للطيران المدني ولا يستوعب هبوط طائرتين أو إقلاعهما في ذات الوقت، وقد أضيف إليه في عهد علي صالح مرابض الطيران العسكري، ولذلك كانت الطائرات العسكرية تقلع منه للعمليات القتالية أو التدريبية.

والهدف من جمع الطيران العسكري والمدني بنفس المدرجين هو حماية القوات الجوية حينها، لأن القوانين الدولية تمنع استهداف المطارات المدنية، فهو رسميا مطار مدني ولكن في ذات الوقت استخدم من عهد صالح للعمليات العسكرية الجوية.

وبنيت إلى جواره قاعدة الديلمي الجوية وتشترك معه في ذات الحرم والسور والبوابات المتاخمة للمطار المدني.

لذلك استحدث صالح في هذه القاعدة الجوية مخازن تحت الأرض لسلاح الجوية وأنفاقا لخدمة الدفاعات الجوية. وأصبح تدريجيا مطارا عسكريا أكثر منه مدنيا فيما يحتويه من مرافق سرية عسكرية تحت الأرض لخدمة سلاح الجو الذي امتلكته اليمن في عهد صالح.

مخازن عسكرية

يشير المصدر إلى أن علي صالح اشترى أكثر من 60 صاروخ اسكود بعيد المدى من كوريا الشمالية، وبرر للجيران آنذاك أن تلك الصواريخ فقط لحماية اليمن من أطماع دول القرن الإفريقي خاصة بعد مشاكل اليمن مع إريتريا على جزر حنيش والتي استمرت إلى مطلع العام 2000.

ولمزيد من التطمينات قرر وضع الصواريخ بعيدة المدى في مناطق مختلفة، في أنفاق تحت جبال فج عطان وأنفاق عسكرية توصل دار الرئاسة بقريته في سنحان التي خصص فيها معسكرات لتخزين أسلحة لحماية صنعاء.

وكان من ضمن الاستراتيجية غير المعلنة أن صنعاء قسمت إلى منطقتين عسكريتين، شمال خط شارع الزبيري الذي يقسم العاصمة صنعاء من الشرق إلى الغرب (من جبل نقم شرقا إلى جبل عصر غربا).

كانت الجهة الشمالية تحت إشراف علي محسن الأحمر (وبالتالي تحت نفوذ الإخوان المسلمين) كقائد للفرقة الأولى مدرع، والجهة الجنوبية تحت إشراف صالح نفسه بداية الأمر ثم إلى ابنه أحمد كقائد للحرس الجمهوري.

ولذلك كانت مؤسسات وأغلب مساكن قيادات الإخوان المسلمين تبنى وتتوسع في منطقة شمال صنعاء، جامعة الإيمان والفرقة الأولى مدرع والمطار ضمن منطقة سيطرة محسن ظاهريا فوضع في المطار ومخازنه تحت الأرض جزءا من الصواريخ والجزء الآخر في مخازن جنوب العاصمة (فج عطان وتحت جبال النهدين وسنحان) وقسمت الصواريخ بعيدة المدى إلى جزئين (البطاريات والمقذوف)، كل جزء في منطقة لكي تكون هناك تطمينات ألا تتحرك إلا بعلم الطرفين زيادة في التطمين.

عمليات جوية

منذ سيطرة الحوثيين على شمال صنعاء عام 2014 في البداية تمت لهم السيطرة على المطار واستهدفت الدفاعات الجوية كل الجبال المحيطة بصنعاء، ومنذ ذلك الحين فقد مطار صنعاء وظيفته كمطار يمكن أن تنطلق منه عمليات عسكرية جوية، كما تم منع استخدام المطار للطيران المدني ما عدا رحلات الأمم المتحدة وبإذن قيادات التحالف، خاصة أول شهرين من اندلاع الحرب.

ولكن ذلك المنع لم يمنعه من استخدام مرافقه العسكرية في التخزين والإعداد والتجميع لأي طيران مسير لاحقا.

التحالف بعد مرور أكثر من 76 يوما من اندلاع الحرب سمح لمطار صنعاء من القيام بالرحلات للمدنيين والرحلات المدنية بشرط التفتيش في مطار بيشه.

استفاد كثير من المدنيين بالنزوح من صنعاء للأردن ومصر ومنها إلى دول أخرى، ولكن الحوثيين من قبل اندلاع الحرب وضعوا قائمة ممنوعين من السفر استمرت في التوسع إلى آخر ساعة.

مطار صنعاء بعد سيطرة الحوثيين :

منطقة عسكرية متكاملة

يحتوي على قاعات تدريب وتشكيلات ومكاتب استشارات ومناطق لقاءات عسكرية

توجد به منصات صواريخ وانطلاق طائرات مسيرة

توجد به أماكن تخزين المحركات والعمليات

يحوي كميات من الذخائر والمتفجرات