باتت الرياضة السعودية تسير في مرافئ الصناعة تناغماً مع رؤية 2030 بتخصيص الأندية الرياضية، تلك الرؤية الكريمة، ظهر معها العديد من القرارات، وجاء تسديد ديون الأندية التي تصل إلى حوالي مليار ونصف المليار، كخطوة أولى لبذرة التخصيص، وتزامن مع تسديد الديون الدعم الحكومي لجذب المستثمرين لتحقيق عائد وتخفيف العبء على ميزانية الدولة، مما يعزز التكامل في مختلف المجالات سواء بالنضج الإداري أو الحوكمة، فضلاً عن فرض الخطط والتغييرات بحرية، ومرونة هذا التوجه تناغم معه دخول أسماء إدارية جديدة على الساحة، وقد يكون رئيس الهلال فهد بن نافل في طليعة من كتب النجاح على أرض الواقع وجسد الرؤية لواقع ملموس، وبات الهلال يرفل في القمة وحيداً بالعديد من الألعاب فضلاً عن المداخيل التي تدر على النادي، بل إن الميزانية في آخر العام كشفت أن هناك فائضا على عكس بقية الأندية التي عادت للمربع القديم رغم المداخيل العريضة التي تقدم من الأعضاء الذهبيين، وفوق هذا وذاك حقق فريق الهلال خلال فترة وجيزة مع الكادر الشاب ابن نافل أعتى البطولات التي وصلت للرقم خمسة، وهي تتجاوز السنوات التي يدير بها دفة النادي والمكتسبات في جميع أشكالها، بل إن الهلال تجاوز الأندية الآسيوية وأصبح يغرد وحيداً بعدد البطولات وتحديداً أبطال الدوري التي وصلت للرقم أربعة، واللافت أن الزعيم الآسيوي حقق الكأس الآسيوية وبطولة الدوري المحلي في وقت يصعب نيل ذلك في مثل تلك الظروف، والأكيد أن العمل المنظم في البيت الأزرق خلف هذا النجاح الأحادي، وما دام أن تجربة الرئيس الهلالي حققت النجاح في حين تساقطت أوراق العديد من الأندية وتبدل من يقودها بين مغادرة ذاك الرئيس وحضور آخر، وهكذا وأمام هذه التجربة الملموسة على أرض الواقع ينبري سؤال محدود المسافة واضح المعالم، لماذا لا يتم تدوير تجربة ابن نافل على بقية الأندية، بحيث يرأس ناديا آخر ويرسم المعالم التي حققها سلفاً ويعممها في أكثر من نادٍ، وفي تصوري أن تدوير القيادات سبق وحقق نجاحات ملموسة في العديد من القطاعات والشركات، الأمر يفرض مثل ذلك في السلك الرياضي، لنشاهد أكثر من نجاح يرسمه هذا الشاب ويستفاد من خبراته التي نفتخر بها، بتواجده بين أروقة أنديتنا التي تعيش أزهى عصورها وتحتاج لفكر ورؤية سامقة بقدر ما فعله الرئيس الهلالي. وبعيداً عن النجاحات في البيت الأزرق جاء تعاقد إدارة النصر مع المدرب الأرجنتيني (ميجيل روسو) ليثير مخاوف بين محبي أصفر الرياض، خشية أن يتكرر التواري الذي رسمه المدربون الخمسة الذين سبقوه في هذا الموسم، فهل ينجح روسو في نشل الفريق وعودته للواجهة أم يتواصل سيناريو السقوط لأن هناك جوانب لم تعالج داخل الجسد النصراوي. وقبل أن أختتم تلك الأسطر أثني على الجهود التي بذلها المنتخب الشاب في العراك العربي، فهناك أسماء ينتظرها مستقبل واعد، ومشكلة هذه التوليفة الواعدة تحتاج لمزيد من الانسجام لتتكامل عافيتها.