كان العرب والمسلمون في السابق يشجعون أبناءهم على الثقة بالنفس والأخلاق الكريمة والفروسية والقدرة على تحمل المسؤولية، والكثير منهم تميز في شتى المجالات بأعمار صغيرة نسبة لمستوى الأعمار حاليا.

ومع مرور الزمن وتغير الثقافات للأجيال، سادت ثقافة عدم الثقة وانعدام المسؤولية، فنتج جيل هش لين، ليس له قوى لا نفسيا ولا فكريا ولا حتى جسديا.

إلى أن جاءت أزمة الخليج الأولى وحاولت أن تصحح بعض المفاهيم لدى كبار السن وأولياء الأمور بالشباب، وأعطتهم دفعة خفيفة ما إن بدأت حتى تلاشت مع مرور الوقت، ولأن الاعتماد عليهم كان في وقت ومكان محددين، لم يأخذوا فرصتهم.

أما اليوم فقد أصبحت هذه الثقافة من الماضي، ومن يقود الحاضر هم الشباب، فكل إنجازات بلادي بأيدٍ وروح شبابية، يملؤها الطموح والشغف والإبداع والثقة التي تزداد في كل أنحاء وطني بشبابه.

نعم هي ثقافة (محمد بن سلمان) التي زرعت الثقة بجيل واعد وشباب قادر ليس فقط على تحمل المسؤولية واستلام زمام الأمور في كل المجالات، بل غيروا الحاضر وجعلوا منه مستقبلا نراه ونعيشه.

ما يفعله سمو ولي العهد جعلنا فعلاً ننظر لأبنائنا وبناتنا بطريقة مختلفة حتى على المستوى العائلي، أدرك رب الأسرة أن النقاش وفهم هذا الجيل وإعطاءه الفرصة القيادية هي القرار الصحيح والسليم.

ومن هنا أقترح على كل أب وأم في حالات السفر أو الرحلات أن تعطي القيادة للأبناء، فهي تساعدهم على تحمل المسؤولية، ويطلعون على سياسة الإدارة الأسرية وكيفية التعامل معها.

ولا مانع من إدارة المنزل لشهر أو أشهر إذا احتاج الأمر، فهي غرس تُجنى ثماره لحياتهم في المستقبل. اختبروا قدراتهم القيادية في البيت والأعمال التجارية.

حفزوهم وستجدون داخلهم الشخصيات التي لم ترونها من قبل بسبب تعاملكم معهم على أنهم مهما كبروا فهم (أطفال بأعينكم)، فهذه المقولة قاتلة للإنسان الطموح. علينا أن نعي أن لهذا الوقت جيلا لديه المعرفة، وقادرا على أن يصنع مستقبله بكل شغف وإبداع، ولأنه بكل بساطة قدوته (محمد بن سلمان) يعيش معه بالزمن والعمر نفسه.