في ظلِّ الظروف الساخنة والراهنة التي تعصف بالعالم العربي، ولا يسلم منها الخليج اليوم، وفي خِضَّم أحداث حرب اليمن وتداعياتها على دول الخليج كافة، تعود للخليج أحلام الاتحاد والوحدة، ولا يخفى على الساسة هناك وأصحاب القرار ضرورة الوحدة والاتحاد الخليجي بأي شكل كان، إنه مصدر قوة واستقرار وثبات.

الدعوة إلى اتحاد خليجي مبدأ يستند إليه إضافة إلى مكاسب مصالحة العلا والاتفاقات المساندة.. إن شعوب المنطقة اليوم تؤيد كل ما من شأنه قوة ووحدة الخليج العربي، فلا يخفى على رموز الوطنية ودعاتها.. قادتها ورموزها أن اتحاد الخليج هو الأساس الذي يمكن الارتكاز عليه، والاعتماد على مخرجاته بعد عون الله وتوفيقه لقادة الخليج.

إن الاتحاد ضرورة خليجية ملحَّة في ظل الظروف الراهنة، وفي خضم التغوُّل العالمي والأطماع الدولية في النفط الخليجي، وغيرها من مقدَّرات المنطقة..

نأمل أن تسير الخطى واثقة وقوية نحو اتحاد متماسك حماية للوطن الخليجي الواحد الذي يجمعه دين واحد وثقافة واحدة وعاداتٍ متقاربة، وروابط أسرية متعددة ومتشعبة.

لذا يتعطَّش الخليجيون لمزيد من التقدم والازدهار والوحدة والاتحاد حماية للوطن الخليجي الواحد من الأخطار الداخلية والخارجية التي لا تخفى على متأملٍ ومراقب للوضع الدولي والعربي والخليجي وتحالفاته، والاهتزازات السياسية والاقتصادية على حدٍّ سواء. كما أن التحرش الحوثي والاستفزاز الإيراني للمنطقة يبعث على المضي قُدماً نحو اتحادٍ خليجي واحد قوي ومنافس لقوى المنطقة والعالم.

ولا يرد العدوان الظالم إلا الاتحاد العادل الذي هو ضرورةٌ خليجيةٌ ملحَّة في الوقت الراهن والعصر الحديث المضطرب.. {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}.