أعرف وأعترف أن الكتابة في الشأن الاقتصادي ليست من مواضيعي المفضلة في الكتابة، معرفة دهاليز المال والاقتصاد ولغة الأرقام كتابة لا أحسنها، لكن مقارنة مع ما كان سابقا وما هو الآن على أرض الواقع، يتضح الفرق الشاسع بين الأمس واليوم، فالعنوان السابق في كل الصحف كان لا يتعدى (ميزانية الخير) أو (ميزانية الرخاء)، ولم يكن هناك من يحول لغة الأرقام إلى لغة تشرح الحقائق سواء من الوزير أو من المتخصصين في هذه الموضوعات.

ولم نكن نسمع أو نقرأ سوى كلام يرضي الدولة، دون شرح معتمد على الحقيقة العلمية، لكنه أشبه ما يكون بالمشاركة ورفع العتب لا أقل ولا أكثر.

بل أذهب بعيدا، حيث إن الجريدة تود المشاركة فقط من أجل المشاركة بتعبئة الصفحات، وفيما ندر أن يشارك واحد من أصحاب المعالي توخيا للحذر من أن يرتكب خطأ ما، الأمر الذي يبعده عن الكرسي والذي يتشبث به، حتى أن القارئ أو المتابع تمر عليه شهور عديدة دون أن يتذكر اسمه أو يشاهد صورته.

بعد أن أشرقت شمس الرؤية تبدلت الأحوال، وأصبحنا نعرف الوزراء والذين يعملون أكثر من الدوام الرسمي بضعف المدة.

أعود للحديث عن الميزانية في زمن الرؤية، حيث عقدت خمس جلسات متتالية لشرح أدق التفاصيل دون مواربة، ودون بشوت، وأمام متخصصين في علوم الاقتصاد والطاقة والزراعة والسياحة والتجارة الخ الخ، وعبر بث مباشر وليس من وراء مكتب فاخر ومكلف، يرتدي -بطبيعة الحال - فيه بشتا فاخرا ربما يغطي بعض الارتباك إن وجد، أو تم تسجيله مسبقا لتدارك الأخطاء.

علمنا محمد بن سلمان ورؤية المملكة التي يدعمها سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - أن الوضوح والمباشرة هما شعار هذا العهد، وسلامتكم.