من شاهد، ما مدى الترحيب، المنقطع النظير، والفرحة العارمة، التي سطعت على وجوه أهلنا في كل دول الخليج العربي، ما أن علموا بزيارة ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان لبلادهم، يدرك ما مدى، دور ومكانة، سمو الأمير في بلادهم وحياتهم. والحقيقة هذه هي، مكانة سمو الأمير على امتداد مساحة الأمة، وعلى المستوى الدولي أيضا.

الزيارة تمت بدافع أخوي، وهذا ما عرف به سمو الأمير، لا ينتظر إلى أن توجه له دعوة لزيارة هذه الدولة الشقيقة، أو تلك، لهذا شاهدنا أهلنا في كل دول الخليج العربي، ممن التقت بهم وسائل الإعلام لاستطلاع مشاعرهم بشأن الزيارة يتحدثون بسعادة غامرة ويكررون القول إن الأمير في بلده الأول، وليس الثاني، كما تكرر وصف، ولي العهد بالطيب الكبير، والعزيز والكريم، وكل العناوين الرفيعة والكريمة الأخرى، حتى الدول العربية التي تعذر زيارتها من قبل سمو الأمير للأسباب المعروفة، وهي لا تتجاوز ثلاث دول، وجه سمو الأمير بعقد مشاريع صناعية وتجارية مشتركة معها، وتقديم منح لإنعاش اقتصادها، وتحسين مستوى حياة مواطنيها.

واتصل بأبرز قياداتها لتحقيق هذه الأهداف الكبيرة، والغايات النبيلة. هذه هي الأخلاق العربية الكريمة، والشمائل الرفيعة، في أوضح وأشرق صورها.

ومن المذهل أن المواطن العربي حيثما كان، في المغرب العربي والمشرق وفي بلاد المهجر، هو أيضًا، بدوره، شعر بفرحة عارمة، وهو يشاهد هذا الالتفاف، المنقطع النظير، حول سمو الأمير، والعلاقة القوية غير المسبوقة بينهما. لقد ذاق المواطن الخليجي والعربي طعم ثمار الجهد المضني والمتواصل الذي بذله سموه لرفع مستوى حياتهم فعلا، وكل أعمال الخير التي قدمها سمو الأمير سبقت وصوله إلى بلادهم.

لقد أعلن ولي العهد منذ سطوع دوره وعهده أن هدفه الأول هو نهضة شعبه وأمته، ووضعها في القمة، وكلنا نلاحظ تمسكه بهذا الهدف النبيل، وما تحقق يلمسه على أرض الواقع، المراقب المحلي والدولي.

ولكون نظرة سمو الأمير لحياة الشعوب، نظرة شاملة، ناقش مع قادة الدول التي شملتها الزيارة، وأصحاب الاختصاص كل القضايا الدولية المهمة، كقضية المناخ والهجمات السبرانية وغيرها.

بالطبع، هذا ليس كل صدى وحصاد جولة ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، بل هذا بعض مما تيسر لنا الإحاطة به.