أقول للأخ الكاتب، ربما أنك نسيت قتل الأبرياء وتلويث المساجد بالدماء، التي كان ينفذها الإرهابيون وأسميهم بداعشي وطننا، هذا بخلاف المساكن والمجمعات السكنية، التي فجرت بمن فيها، وهل تظن أن تلك الطائفة المجرمة انتهت من الإرهاب، أو أنه قضي على الباقين منهم، أنا لا أظن، والذي أعتقده أن النار تحت الرماد، ما دام أن أنجاس داعش «تمويلها من الفرس» لا تزال تعبث بالعراق والباكستان وأفغانستان، أجزم بأن منهم من يتحين الفرص للإساءة إلى وطننا، خاصة في هذه السنوات التي تمر علينا، والمملوءة بالمشاريع الخيرة، والنماء الاقتصادي العالي، ولو اعترفنا بانتهاء الإرهاب، ولن نعترف حينما نتذكر ما سبق أن كشفته رئاسة أمن الدولة، بتاريخ 26 صفر 1442هـ، عن أن الجهود الأمنية أسفرت عن إحباط العديد من العمليات الإرهابية، كانت على وشك التنفيذ عبر متفجرات، بلغت 49 طنا، ولو اعترفنا فهناك إرهاب سرقة أجهزة الصوت من المساجد، وأنا ممن واجهها «مؤذن جامع».
كانت المساجد مفتوحة 24 ساعة، كما قلت، فالضعيف ومن لم يجد مكانا ينام فيه، فالخلوات بالشتاء دافئة، والسطوح حبا لصيف تهلهل برادا، ولا آمن منها من أماكن بل كانت سطوحها مكانا للأكل والشرب للغريب خاصة، كما كان بمسجد المقيبرة «سوق الخضار بالرياض قديما»، واليوم الشقق المفروشة بالمئات في المدن، وحتى في القرى، ومن له أخ أو قريب يأنف السكن عنده، لوجود تلك الشقق.
ومن حيث تلاوة القرآن والبقاء في المساجد بعد الفجر، أو بعد عصر الجمعة، فقبل أن ينتظر المسئول خروجهم فإذا بهم قد وصلوا بيوتهم، وإذا علم بحرص الرجل على أي من تلك العبادات، لن يبخل عليه بنسخة من مفتاح لأحد أبواب المسجد، وأنا ممن يفعل هذا.
وأنا معك فالدولة ما قصرت فيما يلزم المساجد، ولكن الدولة وفقها الله ممثلة بوزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والمسئولة عن المساجد والمحافظة عليها، هي من يهمها سلامة وضع المساجد من جميع النواحي، أما عن الحراس فمهما وجدوا وحذروا وشدد عليهم، فقفل أبواب المساجد أحفظ منهم عليها، حتى في مواجهة الإرهاب والحارس يغفل ويتغافل وينام، مما سيعطي لصوص الأجهزة الفرصة السانحة لتحقيق مآربهم.
وأخيرا لو فتح المجال لبقاء إنسان في المسجد، يا ترى هل تعتقد أنه سيحول دون تحقيق اللص مآربه؟، بل سيقول في قرارة نفسه لا علاقة لي به فأنا غير مسئول وهكذا، ولو سئل اللص عن قصده، لربما يعتبر نفسه مصلحا لعطل ما، أو أنه جاء لتبديل الجهاز وهكذا، ولو حكيت قصة من حاول سرقة جهاز مسجدي لتعجبت من كيفية انتحال اللص مسببات السرقة، ولكني أقول عكس ما تمنى الكاتب، فليت الجهات المسئولة توجه بضرورة قفل المساجد بلا هوادة، وتُغلق بما هو أحفظ لها من حفظها بقوة الحراس «الذين يهمهم تمسيح مركبات سكان الحي» فقط !، والسلام ختام