يعاني معظم مرضى القلب من الاكتئاب، وذلك بسبب عدم قدرتهم على القيام بأنشطتهم اليومية بشكل طبيعي خوفا من الدخول في نوبة قلبيه مؤلمة، وعلى الأرجح في ذلك لعدم معرفتهم بنوعية مرضهم، حيث إن الأغلبية العظمى من الناس يعتقدون أن السبب في مرض القلب والإجراءات المتبعة لتخفيف المضاعفات واحدة، والعكس صحيح حيث إن هناك اختلافات كثيرة بين امراض القلب تعتمد على السبب، فإن من المعروف أن مرض القلب يحدث نتيجة خلل في وظيفته، حيث إن وظيفة القلب وعمله يرتكزان على ثلاثة جوانب أساسية ليعمل بشكل منتظم وطبيعي، كل جانب يختلف عن الآخر في مساعدته للقيام بوظيفته.

أولا كهربائية القلب وهي عبارة عن شحنات كهربائية طبيعية تنتقل من نقطة إلى أخرى داخل القلب بطريقة منظمة تعمل على تنظيم نبضات القلب، ويمكن التحقق من هذه الشحنات من خلال تخطيط القلب الكهربائي العادي (ECG). وعندما يتم اكتشاف اضطراب في هذه النبضات فإن العلاج الوحيد له هو دواء للمساعدة على تنظيمه، في حالة فشل هذه الأدوية في العمل يتم زرع منظم داخل جلد المريض من عند الكتف ويتم توصيله بالقلب لإرسال شحنات كهربائية صناعية تساعد في عملية تنظيم النبضات، ويختلف نوع الجهاز المزروع من شخص لآخر على حسب ما يراه الطبيب المختص مناسبا للحالة، وهنا يعيش المريض حياته بشكل جدا طبيعي، ويستمر على الأدوية بانتظام، وفي حالة شعوره باختلاف في النبضات عليه أن يسرع لأقرب مركز رعاية طبية مختصة.

ثانيا تروية القلب: تعتمد سلامة أجزاء القلب الداخلية على كمية الدم التي تصل إليها من جميع أجزاء الجسم الأخرى، فإن كان هناك اعتلال في الوريد المزود بالدم للقلب فإن الأجزاء الداخلية للقلب تتأثر بضعف عمل الصمامات أو في عضلة البطين الأيمن، ومن ناحية أخرى إذا كان هناك اعتلال في الشريان الخارج من القلب (اعتلال الشريان التاجي وهو الأكثر شيوعا)، فإن البطين الأيسر يتأثر وهو الأكبر خطورة، ولهذا فإننا دائما ننصح مرضى ارتفاع ضغط الدم بأن يحافظوا على معدلات ضغطهم طبيعيا، حتى مرضى الكوليسترول يجب علهم اتباع التعليمات والحرص على المراجعات الدورية، وهنا يجب على المريض تغيير عاداته الحياتية بشكل كامل من إنقاص وزنه وتجنب أكل الدهون والامتناع عن التدخين، وتجب عليه الراحة التامة والبعد عن التوتر والغضب نهائيا. ثالثا عضلة القلب: يحتوي القلب على عضلة قوية تفصل القلب من الوسط، وهي الأساس في التحكم بالانقباضات والانبساطات للأذينين والبطينين.

يمكن فحص صحة عمل هذه العضلة بعمل اختبار الجهد القلبي، وهو اختبار عمل تخطيط للقلب أثناء السير على السير المتحرك الكهربائي، ومقارنة عمل العضلة وقت الراحة وأثناء الجهد.

وعند وجود اعتلال في هذه العضلة فإنه يعالج بالأدوية، وينصح المريض بالابتعاد عن الأعمال المجهدة مثل رفع الأثقال أو التوتر، وعليه بالمشي يوميا على الأقل نصف ساعة ليساعد على تروية عضلة القلب وتقويتها.

لهذا يجب على كل مريض فهم حالته جيدا من طبيبه ووضع خطة علاجية واتباعها وأخذ أدويته بانتظام، والحرص على المراجعات الدورية للعيادة لمتابعة الحالة وعمل جميع الفحوصات المطلوبة باستمرار. والحرص والالتزام خير من العلاج.