خلقنا الإنسان في كبد، بشر الصابرين، اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم، إنما يؤتى الصابرون أجرهم. الكثير والعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. نرددها بألسنتنا - لكن - لابد من أن نضع نقطة ومن أول السطر، ونواجه أنفسنا وضمائرنا وقلوبنا، بحقيقة قد يتهرب منها البعض. قد نقنط ويصيبنا اليأس، لسنا ملائكة ولا أنبياء، نحن بشر نقوى ونضعف، نستقيم ونقاوم. مر كل منا بظروف انحنى لها ظهره، كاد يصيب عقله الشتات.

قد يكابر البعض فى الاعتراف بهذا الضعف الإنسانى، فى حين أنها حقيقة لمواجهة النفس والاستقواء عليها وعدم الاستسلام. نردد بألسنتنا أحيانا، ما قد لا تقر به قلوبنا أو ضعف به إيماننا،خاصة إذا اشتدت المحنة أو طال أمدها. نشعر بثقل على قلوبنا، دموع تنازع سكوتنا، عطب قد يصيب نفوسنا. ولا أعتقد أن أحدا منا لم تراوده مثل هذه الأسئلة.

لم أنا، ماذا فعلت ليحدث لى هذا، أهو حقيقة حب أم غضب من الله، سيعوضنى الله أمرا طيبا فى الدنيا ليبرد قلبى، أم الآخرة هى المطاف؟!!!.

وتتتابع الأسئلة.. هناك من تجبر وافترى وأساء، وفعل من الذنوب ما خفى وما أعلن.

ومع ذلك تفتح له الدنيا ذراعيها، ينهل من عسلها صافيا رائقا لا تشوبه شائبة، أم أن ما به ابتلاء دون أن يدرى ؟، ليس منا معصوم، تتأرجح قلوبنا ما بين حقيقة التسليم بالقدر، الرفض أحيانا لحجم المحنة وتبعاتها، التى قد تنوء عن حملها طاقة نفسية.

ضعاف نحن يا الله أمام تدابير الزمن وتقلبات الحياة. فكن لنا المأوى والملجأ، رجاء المستضعفين.

لا أستبعد مطلقا ردود أفعال وعبارات، على شاكلة أن ما ذكرت ما هو إلا ضعف إيمان أو عدم يقين وحسن ظن.

لكن اعتدت أن أواجه الضعف والتعبير عنه، لأضع يدى على نقاط تتهاوى بها الطاقات، وتذبل عندها مشاعر الأمان والاطمئنان. فى لحظة الضعف الإنسانى ليس أكثر.

ننتظر بشارة ترطب قلوبنا، تمنحنا القدرة على الاستمرار، ليس اعتراضا كما سيظن البعض، وإن كان تشبثا بالأمل، فنحن نحتاج لمسافة آمنة، حتى لا نقع فريسة بين براثن وسوسة الشيطان وهوى النفس.

دون تنظير وعبارات وكلمات جوفاء، لا تحمل حقيقة النفس الإنسانية.

آمل ألا يطول هذا الضعف، وتمر علينا لحظاته مرور الكرام، ولا تترك فينا ندبات. يكون الاستقواء عليها بالله أكبر.