حمل سيف البيان، ووهب حياته للاهتمام بكل ما يدعم ويعزز لغة القرآن، ويحافظ عليها من النسيان، ويسهم في تعلمها، ونشرها وإبراز مكانتها وأسرارها بكل الطرق الممكنة؛ فحفَّز المعلمين والمعلمات للتحدث بالفصحى، كجزء من الهوية الدينية والثقافية، التي اصطفاها الله تعالى لخاتم الرسل والرسالات، وأنزل بها القرآن وتكفّل بحفظها.

حظى بشرف المكان والزمان وشرف الرسالة، ونبل الغاية فقال: «شرفني الله ثم خادم الحرمين الشريفين بخدمة البيت الأمين، فوهبت حياتي لخدمة لغة القرآن والمسلمين، في هذا الزمان والمكان، كيف لا وهي قمة البيان وهوية الإنسان».

أدرك منذ وقت مبكر، ما تتعرَّض له الأمة من هيمنة ثقافية من لغات أخرى، فأراد ابتعاث أمجاد لغة الضاد، التي كانت يومًا وعاء الفكر والثقافة والحضارة العالمية، حينما قاد المسلمون العالم لعشرة قرون.

حذّر من خطورة هيمنة اللغة الإنجليزية، على ألسنتنا ومنطوقنا اللغوي اليومي العام، وخاصة جيل الشباب، فأوصى بتقوى الله في العربية، متأسفًا على لجوء بعض المثقفين لاستخدام اللغة الإنجليزية، ليظهروا مستوى ثقافتهم متناسين أنهم عرب !! ومن العلامات البارزة في جهوده الحثيثة للذود عن العربية، ونشر ثقافتها تخصيص ملتقى مكة الثقافي في دورته لعام 1441هـ للغة العربية، رافعا شعار «كيف نكون قدوة بلغة القرآن»، ودشن مبادرة تحدث العربية لتكون منهج حياة بين الشباب. إنه ابن مكة البار مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل.

ختاما: في اليوم العالمي للعربية نقول له: كنت ولا تزال النموذج والقدوة لجمال العربية، التي انعكست في خطابك وأشعارك، وحياتك كلها جمالا ومحاسن، لقد خدمت لغة القرآن، ولا غرابة فأنت أمير اللغة والبيان.