باشرت لجنة الفيدرالية الأمريكية دعوى ضد«شركة إنفيديا» لمنع استحواذها على «شركة آرم» لصناعة أشباه الموصلات و الرقائق الإلكترونية، على خلفية صفقة مع «سوفت بنك» بلغت قيمة الصفقة «أربعين مليار دولار».

و تستند الدعوى إلى قانون مكافحة الاحتكار، حيث تعمل رقائق أشباه الموصلات على تشغيل أجهزة الكمبيوتر، والتقنيات الضرورية لاقتصاد الولايات المتحدة، ومجتمعاتنا الحديثة لكن ستمنح الصفقة الرأسية المقترحة، إحدى أكبر شركات الرقائق الإلكترونية، القدرة على التحكم في تكنولوجيا الحوسبة والتصاميم، التي تعتمد عليها الشركات المنافسة، لتطوير رقائقها المنافسة.

وبشكل واضح تزعم شكوى لجنة التجارة الفيدرالية، إن الشركة المندمجة سيكون لديها الوسائل والحوافز لخنق سوق تقنيات الجيل التالي المبتكرة، بما في ذلك تلك المستخدمة لتشغيل مراكز البيانات والأنظمة المساعدة للسائق في قيادة السيارات. «شركة آرم» هي مورد رئيسي لتكنولوجيا الهندسة المعمارية، لغالبية شركات أشباه الموصلات مع تركيزها على تصميم بنية شرائح الكمبيوتر، وترخيص هذه التصاميم لصانعي الرقائق الإلكترونية الآخرين..

و تعتبر مجموعة تعليمات «شركة آرم» هي أساس جميع المعالجات المحمولة، التي تشغل الهواتف الذكية بما في ذلك أجهزة «أبل» و«أندرويد» التي تستخدم شرائح «شركة كوالكوم» وسيتضح لك يا عزيزي القارئ حجم الخوف من إنفيديا، إذا أخبرتك أن إنفيديا شركة أمريكية خالصة، بينما شركة كوالكوم شركة متعددة الجنسيات.

صرحت لجنة التجارة الفيدرالية، في بيان لها أن الدمج المقترح سيعطي إنفيديا القدرة والحافز، لاستخدام سيطرتها على هذه التكنولوجيا لتقويض منافسيها، وتقليل المنافسة مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض جودة المنتج، وتقليل الابتكار وارتفاع الأسعار، وقلة الخيارات المتاحة للمنتجين والمستهلكين.

كما تشعر لجنة التجارة الفيدرالية بالقلق، من أن مرخصي شركة آرم الذين يشاركون معلومات تنافسية بشكل روتيني مع الشركة، لا يريدون أن تطلع عليها شركة إنفيديا حتى الآن، فقد كانت آرم شريكًا محايدا، لكن الاستحواذ سيؤدي إلى فقدان كبير للثقة في آرم ونظامها البيئي.

ومما يُذكر أن هناك علاقة غير ودية، بين أبل وشركة إنفيديا، على الرغم من أن قيمة إنفيديا فاقت قيمة إنتل وفق ناسداك في عشرين عشرين، والسبب غير واضح للعيان في الوقت الذي تحتوي فيه كل منتجات أبل تقريبا على شرائح شركة آرم. أما شركة سامسونج فقد حققت مبيعات قياسية هذا العام، حيث فاقت مبيعاتها «63» ثلاثة وستين مليار دولار للربع المنتهي بشهر سبتمبر، والفضل يعود في هذا إلى أشباه الموصلات، و تخطط الشركة للتوسع خارجيا في أوروبا وآسيا وأمريكا، فتخيل تأثير الصفقة على سامسونج.

وشركة إنفيديا تحب المراوغة، والشيء الصادم ستجده إذا عرفت أن، إنفيديا كلمة لاتينية معناها الحسد والإصابة بالعين أثار الاستحواذ المقترح على آرم من قبل إنفيديا، الكثير من الاهتمام من جميع أنحاء العالم، على سبيل المثال أعلنت المفوضية الأوروبية في شهر أكتوبر ، أنها ستجري تحقيقا معمقا في الصفقة، وبالمثل تجري المملكة المتحدة تحقيقاتها الخاصة، من خلال هيئة رقابية خاصة بها، والغريب في الأمر أن هذا الفزع لم يظهر، عندما استحوذ سوفت بنك الياباني على شركة آرم بعد استفتاء الاتحاد الأوروبي..

و الأكثر غرابة أن الحكومة البريطانية احتفلت بالصفقة باعتبارها دليل ثقة. في بيان صحفي قالت نائبة الرئيس التنفيذي للاتحاد الأوروبي، مارجريت فيستاجر، إن شراء إنفيديا لشركة قد يجعل من الصعب على الشركات المصنعة الأخرى، الوصول إلى تكنولوجيا آرم، وهذا مما يضر بالكثير من صناعات أشباه الموصلات، والتي تواجه بالفعل مشاكل في الإمداد.

وبشكل جدي يقع حياد آرم في قلب محور الضروريات، حيث تقوم آرم بترخيص تصميمات شرائحها لمجموعة واسعة من الشركات، بما في ذلك أبل و سامسونج، والعديد منها يتنافس مع بعضه البعض، وهناك مخاوف حقيقية من أن يؤدي تحكم إنفيديا في آرم، إلى وضع المنافسين لإنفيديا الاتحاد في وضع خطير غير آمن. تتعاون لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية بشكل وثيق، مع وكالات حماية المنافسة في الأوروبي والمملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.

ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة الإدارية في التاسع من أغسطس 2022 ، لكن ترى هل تلجأ شركات التكنولوجيا إلى خبرات العرب، لاتقاء حسد إنفيديا ترى هل سيطلبون منا إمدادهم بالرقاة الشرعيين، أم سيتعاقدون مع مدرسين لتعليم الرقية، ومن المحتمل إرسال مبتعثين لبلادنا، ولا نستبعد أن تبني إنفيديا حوض ماء ضخم، يشرب منه مدراؤها، ثم تعبأ مياهه في قوارير تباع للناس ليمسحوا على أجهزتهم بها.