تعد سيارة الهمر إحدى أشهر السيارات على الإطلاق، ففي مطلع الألفية الجديدة لا تكاد تخلو مرائب الفنانين والمشاهير منها؛ بسبب تصميمها الملفت، وضخامة حجمها اللذين جعلا منها أيقونة لا تنسى، بالرغم من اختفائها من الأسواق لأكثر من 10 سنوات.

هذه المركبة التي أصبحت متاحة للمدنيين بعد استخدامها العسكري، اختفت عن الأسواق لفترة طويلة، لكن ما الذي جعلها تختفي؟.

كان الجيش الأمريكي يستخدم سيارات الجيب لنقل الأفراد والعتاد إبان الحروب، لكن سيارات الجيب لم تكن قوية كفاية لتتحمل التضاريس الصعبة في المعارك، ناهيك عن صغر حجمها وعدم امتلاكها لدرع يحمي الركاب من الطلقات النارية. الأمر الذي جعل الحكومة الأمريكية تضخ في مطلع الثمانينيات حوالي 1.2 مليار دولار لشركة AM) General) المتخصصة بصناعة المركبات العسكرية؛ لتصنع لها مركبة بديلة تستطيع حمل الأفراد العسكرية إلى أي مكان أو بعبارة أخرى «مركبة ذات عجلات عالية الحركة ومتعددة الأغراض» (HMMWV) أو كما اشتهر تسميتها (Humvee). المركبة سجلت أول ظهور لها بالجيش الأمريكي في غزو بنما عام 1989، وبعدها بعام حدث ما لم يكن بالحسبان، حينما رأى الممثل ارنولد شوارزنغر في وقت استراحة خلال تصويره فيلم (Kindergarten Cop) موكب سيارات الهمفي؛ وهي تعبر الشارع فوقع في حبها، ثم خاطب شركة (AM General) لتصنع له واحدة مدنية، وبعد محاولات إقناع منقطعة النظير للشركة استلم ارنولد بعدها بسنتين أول سيارة همر مدنية معلنة بعدها (AM General) نسخة الـ(H1) المدنية. متوسط استهلاك الوقود لسيارة الهمر (H1) كان 10 أميال للجالون الواحد فقط، والذي يعتبر سيئا للغاية، مقارنة مع متوسط استهلاك الوقود لسيارات التسعينيات الذي كان يبلغ حوالي 16.9 ميل للجالون الواحد، لكن متوسط أسعار البنزين إبان ذلك العقد كان منخفضا نسبيا، فلم يكن استهلاكها العالي للوقود رادعا لمن يريد اقتناءها. وفي عام 1999 استحوذت جنرال موتورز على اسم همر من (AM General)، وبدأت بإنتاج سيارات الهمر (H2) و(H3) بأحجام أصغر وتحسينات لنظام التعليق وداخلية مناسبة أكثر للاستخدام اليومي من الـ(H1) رواج الهمر كان جليا حتى وصل إلى قمة مبيعاته في عام 2006، الذي فاق 71 ألف وحدة، لكن مالم تحسنه (GM) هو الاستهلاك السيء للوقود؛ ولسوء حظ جنرال موتورز صاحب هذا الاستهلاك السيء اجتياح الأزمة الاقتصادية وارتفاع في أسعار البنزين، الأمر الذي جعل المستهلكين يصرفون النظر عن السيارات الكبيرة، فانهارت مبيعات سيارة الهمر بشكل حاد عام 2008.

الأمور لم تكن تجري على ما يرام بالنسبة لجنرال موتورز في عام 2009، فقد أعلنت إحدى أكبر الشركات صناعة للسيارات عالميا إفلاسها بشكل رسمي، فتدخل مجلس الشيوخ الأمريكي لدعم الصانع الأمريكي ماليا، لكن جنرال موتورز اضطرت أن تتخلص من السيارات الأقل مبيعا في أسطولها، والتي كانت تشكل عبئا ماليا عليها، وهي: اولدزموبيل، بونتياك، ساب، وأخيرا همر مسجلة نهاية هذه الأيقونة في عام 2010.

بعد تجاوز الأزمة الاقتصادية بسنوات يا رفاق عادت السيارات الكبيرة لتصدر المشهد، فقد حققت السيارات الرياضية متعددة الاستخدام أو (SUV) نسبة مبيعات 47.4% في السوق الأمريكي، مقارنة مع سيارات السيدان التي حققت 22.1% فقط لعام 2019 حسب بيانات (IHS Markit)؛ ولهذا فإن جنرال موتورز أعادت إحياء سيارة الهمر لتعود للمنافسة في هذه الفئة، لكن هذه المرة كهربائية بالكامل؛ لتغير المفهوم المرتبط بسوء استهلاك الوقود لسيارات الهمر.

فهل تعتقد يا صاحبي بأن الهمر بنسختها الكهربائية بالكامل ستثبت وجودها بالسوق كما كانت بالسابق؟.