لفتت نظري الضجة الإعلامية التي دارت حول من وصفتها مجلة «فوربس» الشهيرة، المتخصصة بالمال والاقتصاد (سابقا)، بأصغر مليارديرية عصامية، وهي الأمريكية أليزابيث هولمز، التي جمعت المجد من أطرافه ذلك الحين، حيث أسست «هولمز» شركتها (ثيرانوس)، التي كانت تدعي امتلاك تكنولوجيا متطورة، تزعم تشخيص أمراض كثيرة، ومنها الأمراض السرطانية، عبر وخز الإصبع، والقليل من «قطرات الدم».

وقد وصفت «هولمز» سابقا بأنها «خليفة ستيف جوبز»، نظرا للنجاح السابق، واحتفاء بوصول القيمة السوقية لشركتها، القابعة في وادي السيليكون، إلى 9 مليارات دولار.

ومن المضحك المبكي، استطاعت «هولمز» اجتذاب شخصيات شهيرة، للوقوع في شراك شركتها مثل الجنرال جيمس ماتيس، قبل أن يصبح وزيرا للدفاع، والدبلوماسي والسياسي الشهير هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي السابق. حتى قطب الإعلام الشهير روبرت مردوخ، وقطب التكنولوجيا لاري إليسون، سقطا ضحايا لهذه الشركة، وللعصامية (هولمز)، التي تواجه العديد من التهم، ومنها الاحتيال والتآمر.

ويوجد في قصة «هولمز» العديد من الدروس المهمة، ومن أبرزها ألا تضع أموالك بناء على أسماء المستثمرين أو أعضاء مجلس الإدارة (فقد تكون طعما ولقمة سائغة). وأيضا يجب الحذر من الشركات «الناشئة» التي لا يوجد في مجالس إدارتها وتنفيذييها أي متخصصين في القطاع نفسه، وأيضا فلسفة تنويع الاستثمارات قد تقي الكثيرين من السقوط بجميع أموالهم دفعة واحدة. وتبقى أجمل النصائح التي قرأتها مؤخرا عن الاستثمار هي مقولة «ويني صن»، التي تدعو إلى الهدوء، والتمعن في اختيار الشركات الاستثمارية (اقض الكثير من الوقت في النظر إلى ما هو موجود في محفظتك، كما لو كنت تحجز عطلتك المقبلة).

ويوجد لدى العبد الفقير اعتقاد جازم بوجود العديد من النسخ المشوهة لمدام «هولمز» في الشركات المحلية، وتعرفهم من ضجيج الخلافات بعد انتهاء «القطة»، والدخول في دوامة الاستدانة والقروض، وقد لا تكتشفهم إلا بعد طرح المليارين، ومن ثم إفلاس «سريع».