حاز ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان على شخصية العام الماضي، هذا الاختيار المنصف والعادل والتتويج جاء بناءً على تصويت جماهيري من اختيارات العامة في الوطن العربي لقناة RT الروسية الواسعة الصيت،في تصويت يكتسب المصداقية فهو لم يأتِ من أيٍّ من القنوات ذات الحضور الجماهيري في المملكة أو الدول الشقيقة والأقرب إلى خط المملكة، أو من خلال قناة تحسب للسعودية، بل من المعروف أن هذه القناة المذكورة أقرب للخط الآخر القريب من حلف إيران وسوريا وحزب الله وحتى الحوثيين، وكان في العاصمة المحتلة صنعاء مكتب لهم، وتفرد مساحات كبيرة خاصة من تغطيات هذه القناة الأخبارية في صالح الحوثيين، والتركيز المباشر على تناول أخبارهم وشؤونهم باعتبارهم سلطة أمر واقع، ونجدها تمنح قيادات الحوثيين مواقع خاصة ومساحات كبيرة للإطلال خلال شاشاتها من لقاءات أو حوارات أو مقابلات لقيادات الصف الأول للميليشيات ويظهر منها بشكل متكرر القيادي في جماعة الحوثي محمد على الحوثي.

وهنا أود الإشارة إلى أن جمهور القناة ومتابعيها والمهتمين بها الأكثر هم من مؤيدي السياسية الإيرانية وسوريا وحزب الله اللبناني وحليفهم الاستراتيجي في ميليشيات الحوثي، ولذا كان من المتوقع ألا يذهب التصويت لغير قيادات تلك الأحزاب والدول، وهو الأمر الذي يكسب هذا التصويت الجماهيري مصداقية كبيرة جدًا وحيادية ومنطقية، فلو أن التصويت جاء من أيٍّ من القنوات القريبة من خطوط السياسية السعودية، لكن من الطبيعي أن يكتسح الأمير محمد بن سلمان التصويت باعتبار المتابعين من المتوافقين مع السياسية السعودية وحلفائهم الذين بطبيعة الحال من المعجبين بشخصية الأمير الشاب وسياسياته الداخلية والخارجية المنسجمة مع المشروع العربي والإسلامي، باعتبار المملكة رائدة هذا المشروع المنحاز للقضايا العربية العادلة.

وبعيدًا عن كل ذلك فإن المكانة الحقيقة التي يحظى بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تفوق حجم ونتائج أي تصويت جماهيري من قبل أيٍّ من المؤسسات المعروفة المهتمة بقضايا التصويت وغيره. الأمير محمد بن سلمان كقائد عربي شاب خطف الأنظار خلال السنوات الأخيرة من بروزه للواجهة وما حققه من إنجازات كبيرة ومختلفة سواء على الصعيد الداخلي في المملكة ومستقبلها الواعد، ويحمله من مشروع رخاء وازدهار لها ولمواطنيها، من خلال رؤية واضحة للمستقبل قائمة على التخطيط الاستراتيجي والقدرة على استشراف آفاق المستقبل ما جعله يحظى بالحب والتقدير من قبل الشعب السعودي عمومًا وفئات الشباب على وجه الخصوص كونه يمثل جيلًا متحفزًا ومتطلعًا أكثر للإصلاحات والنهوض بواقع المملكة كدولة رائده في محيطها العربي والإقليمي من خلال تبنيها خط واضح في الساحة العالمية بصوت مرفوع يعبر عن تطلعات الأمة العربية والإسلامية.

وهو ما يتماهى أيضًا مع نتائج التصويت الذي يرجح أن يكون جمهور المصوتين هم من بلدان مازالت مواقفها الرسمية تقف على الضفة الأخرى من سياسيات المملكة، وبالتأكيد غالبية المصوتين هم من داخل إيران ذاتها المناهضة للمشروع العربي الذي تقوده السعودية ومن داخل سوريا الحليف الأبرز لها في المنطقة وهو باعتقادي أبرز الدلالات من نتائج الاستفتاء، والذي يكشف القناعة العلية للشعوب بتوجهات وسياسة الأمير الشاب، فيما يحظى الأمير الشاب بحب ومكانة كبيرة تفوق حجم أي تصويت مهما كانت مكانته وأهميته.

وقبل الختام وتحديدًا قبل قرابة العام من الآن كنت قد تنبهت لمكانة فريدة يحتلها الأمير محمد بن سلمان في قلوب اليمنيين بشكل غير مسبوق يمكن أن تلحظها في عموم المدن اليمنية التي رأت فيه مشروع القائد الذي تلتهب مشاعر الجماهير حماسًا خلفه وتعتبره القائد الحقيقي لمشروع الحلم العربي الذي يعيد للأمة وهجها وعنفوانها، وبدأ ذلك بشكل واضح في الشارع العربي والإسلامي كما هو واضح تمامًا في الشارع اليمني الذي يرى فيه قائدًا ملهمًا ومخلصًا لمعاناة الشعب بل وقائد تحرري يقف ضد المشروع الفارسي الدخيل الذي أخذ يحكم قبضته بالحديد والنار، ويحدث بعض الاختراق في الشارع بفضل التعبئة الخاطئة، مستغلًا حالة الفراغ والأحباط في نفوس البعض المتداخل مع جملة عوامل، لكن بروز الأمير محمد بن سلمان كان العلامة الفارقة في صفوف الشباب اليمني والشارع عمومًا التواق إلى مشروع عربي يوحد ولا يفرق. ويبحث عن الزعيم الملهم الذي يمثل تطلعات جيل معزز بالرصيد الكبير الذي تحتله المملكة في وجدان الشعب اليمني على مدى الارتباط العميق بين البلدين والشعبين بجميع خلفياته الوجدانية والعاطفية، وظهور محمد بن سلمان في التوقيت المناسب واللحظة الفارقة والعاصفة في حياة الشعب اليمني الذي كاد يستسلم للهزيمة ويصاب بالاحباط واليأس بعد سقوط الدولة بيد الميليشيات الحوثية ومشروعها الفارسي الذي يمزق جسد الأمة ويقضي على حلم جيل متطلع لمشروع نهضوي متقد. توفرت الظروف والزمان المناسب لظهور القائد الذي يمنع سقوط دولة اليمنيين بيد الميليشيات الحوثية، ومشروع الخراب والموت الذي تحمله والقادم من الحدود البعيدة جدًا من إيران عنوان الموت والسرطان الذي يتهدد المنطقة العربية عمومًا، وفي أشد ساعات الليل ظلامًا التي مرت في حياة اليمنيين كادت أن تنتهي لحظات الأمل والحلم جاء القائد الذي يخرج الشعب اليمني من كابوس حلَّ للتو. فخاض من أجل اليمن وشعبه حربًا لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع حدوثه وليس هناك من راهن أن تستمر هذه الحرب حتى النهاية في واد مشروع الخرب الذي طل برأسه.

وأن تذهب المملكة إلى أبعد مدى في حربها من أجل اليمنيين ودولتهم وأحلامهم التي تكاد تسقط حد اعتبرت خلالها المملكة بقيادة القائد الشاب القادم من رحم تطلعات الأمة في انتظار قائد، وقد جاء حد اعتبرت هذه الحرب حربًا ضد مشروع الموت والدمار حربها جنبًا لجنب إلى جوار اليمنيين. من هنا بزغ سطوة القائد العربي الفذ، رافق ذلك حضوره الواعي على الواقع وإطلالته النادرة التليفزيونية التي وضعت الشارع اليمني والسعودي والعربي أمام بعض من الأفكار الحقيقة لعقلية القائد الذي تخلقه الظروف والأحداث، ومعها برز اسم محمد بن سلمان كقائد ملهم سكن قلوب اليمنيين وعقولهم، وطغت مشاعر الحب النادر لقائد كما يبدو من زمن آخر، وأينما حللت تستطيع معايشة هذه المكانة العظيمة للأمير محمد بن سلمان في نفوس اليمنيين، وأينما اتجهت في المدن اليمنية تستطيع أن تعيش مشاعر اليمنيين الحقيقة وحبهم الكبير لقائد يعقدون عليه الكثير من الآمال والتطلعات، ويثقون بها أنها تعبر عنهم، وتجد الكثير من اليمنيين الذين يعلقون صور الأمير الشاب في منازلهم ويحملونها على صدورهم ويضعونها خلفية دائمة لحالاتهم وصورهم على وسائل التواصل الاجتماعي في وفاء نادر لليمنيين ومكانة عظيمة يصعب أن يأتي من يحل محلها.

* إعلامي يمني.