ابتلي اليمن السعيد بطائفة منحرفة عن الدين، شوهت تصرفاتها اللامسؤولة وجهه السعيد. تلك الفئة الباغية التي امتطتها قوى إقليمية كارهة للعرب والمسلمين، لبسط هيمنتها على اليمن، وجعله منطلقًا لتنفيذ مخططاتها، متحالفة مع جماعات باعت دينها ووطنها، لاستجلاب مكاسب شخصية ودنيوية على حساب عروبة اليمن وهويته.

«الحوثيون» فئة متآمرة على اليمن، معروف من يقف وراءها، وباتت أهدافهم ونواياهم مكشوفة للعيان، وإن ادعوا أنهم أنصار الله، وأعلنوا حرب الكفار والموت لأمريكا، فهي شعارات يغلفون بها عقيدتهم الطائفية الصفوية، ويسعرون أتون الفتن والصراعات، لتصبح شوكة في خاصرة الجزيرة العربية، محاولين تكرار المشهد نفسه في لبنان وغيره، ولم يلق العرب والمسلمون من زرعهم هذا إلا شوكا وعنتا. ومهما يكن من أمر، فالحوثيون لا يملكون القدرة على البقاء، ولا مقومات التماهي مع الواقع، فهم قوم طارئون على اليمن، وزمرة فعلت من الجرائم أفظعها، من إرهاب وقتل وتشريد، وإيقاف لحركة الحياة بهدم المساجد والمدارس، وتعطيل مؤسسات الدولة.

ولئن تطاول الأوباش، وأطلقوا صواريخهم ومسيراتهم العبثية على الحرمين الشريفين، ومدن ومدنيي المملكة العربية السعودية، فهي محاولات يائسة، لن تحقق مرادها بحول الله وحفظه ونصره، ثم بقيادة وحزم ولاة أمرنا، ويقظة وعزيمة جنودنا الأشاوس الأبطال. إن مدافعة الحوثيين، وتقليم أظافرهم، بقيادة المملكة العربية السعودية وحلفائها، لهو قيام بحق الأخوة والجوار، وإغاثة الملهوف، ووقف تغلل المد الصفوي، وقطع تمدد الأفعى، ليعود اليمن حرا وسعيدا، كما عهدناه، ذلك أن استنقاذه من براثن الاحتلال الصفوي واجب شرعي على جميع المسلمين، وما يقوم به جنودنا البواسل على حدودنا الجنوبية، ومعهم قوات التحالف والشرعية، هو جهاد ورباط عظيم، فهم يدفعون الصائل ويردون الباغي، ويكفون الشر لا عن اليمن وحده، بل عن بلاد العرب والمسلمين أجمعين، والله من وراء القصد.