التفاعل بين الكمبيوتر والإنسان، يعد أحد أهم المجالات، التي يعتمد عليها بناء أنظمة ذكاء اصطناعي تعمل بشكل مباشر مع البشر، بل يعد التقدم في الأبحاث في هذا المجال، الخطوة الأولى لصناعة الروبوتات التي تتفاعل من الإنسان، في حياته اليومية، وهذا المجال البحثي لا يقتصر على الروبوتات المنزلية أو الشخصية، بل يشمل عددا من المجالات، التي يمكن أو تم بالفعل إدخال الروبوتات إليها، وذلك لتعمل جنبا إلى جنب مع العنصر البشري، كمجالات البناء والإعمار، وتصنيع السيارات، وغيرها.

وليتحقق التكامل بين الروبوتات والبشر، فيجب على الروبوت أن يتمكن من فهم اللغة التي يتحدث بها زميله البشري، وذلك لأن الروبوت سيتلقى تعليمات، ومن واجبه تنفيذها، وهذه التعليمات في الغالب، ستكون باللغة التي يتحدث بها العاملون الآخرون، كالعربية أو الإنجليزية أو أي من اللغات البشرية الأخرى.

فهم الروبوتات للحديث، أو التعليمات التي يتلقاها من الإنسان، مجال تعمل عليها عدد من الفرق البحثية حول العالم، ولكنه يعد من المكلف صناعة روبوت حقيقي، ليتم استخدامه في عمليات التطوير والأبحاث، ولذا يلجأ عدد من الباحثين إلى استخدام البيئات الافتراضية، لاختبار فرضيات التفاعل بين الحاسب والإنسان، حيث تمكن هذه البيئات الباحثين من تطبيق تجاربهم، دون تحمل أعباء مادية كبيرة، أو الخوف من وقوع كوارث لا سمح الله.

وعلى الرغم من أن هناك عددا من أنظمة المحاكاة، التي يمكن استخدامها لبناء عوالم افتراضية، لتسهل عمليات الأبحاث، إلا أن فريق بحث من جامعة إلينويز (University of Illinois) كان لهم طريقة مختلفة لاختبار أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، في البيئات الافتراضية، حيث قامت البروفيسورة جوليا هوكينماير (Julia Hockenmaier) مع فريق بحثي بتطبيق أحد خوارزميتهم على اللعبة الشهيرة ماينكرافت (Minecraft)، وذلك بدلا من المنصات الافتراضية الأخرى.

لعبة الفيديو ماينكرافت (Minecraft) تعد أحد أشهر الألعاب الإلكترونية، والتي يتم لعبها على عدد كبير من المنصات، كالهاتف الجوال والكمبيوتر وغيرها، وقد بلغ عدد مستخدميها مؤخراً أكثر من 130مليون لاعب.

استخدام الفريق البحثي للعبة ماينكرافت، كان لاختبار أحد خوارزمياتهم، حيث وجد الفريق البحثي أن هذه اللعبة تعد بيئة مناسبة لاختبار نظامهم، الذي يعمل على تحليل التعليمات التي يتم تلقيها للقيام بمهام محددة، إذ تقوم خوارزمية الذكاء الاصطناعي المطورة بمحاولة فهم تلك التعليمات وتنفيذها، ليس ذلك فحسب، بل تقوم الخوارزمية بتحليل سلوك الطرف الآخر، للتنبؤ بالتعليمات القادمة ومحاولة مطابقتها، وباختبار نظامهم على عدد من العمليات وجد الباحثون أنه من الممكن الوصول إلى نسبة دقة لا بأس بها.