نشرت وكالة AP تحليلا يفسر سبب استهدافات ميليشيا الحوثي السافرة للإمارات العربية المتحدة، وشنها مرتين، في الأسبوع الماضي، هجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار عليها، في تصعيد كبير لواحد من أكثر النزاعات التي طال أمدها في العالم.

تؤكد هذه الهجمات كيف يمكن للحرب، التي استمرت لأكثر من 7 سنوات في زاوية شبه الجزيرة العربية، أن تتحول إلى خطر إقليمي.

قد أدت انتهاكات الحوثيين إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين في اليمن، وخلق كارثة إنسانية استمرت سنوات في أفقر دولة في العالم العربي، وهو ما جعل إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تدرس التراجع عن قرارها، الذى صدر العام الماضي، برفع الحوثيين من قوائم الإرهاب.

السأم من الحوثي

قالت إدارة بايدن إن شطب قرار رفع الحوثيين من قوائم الارهاب، إلى جانب الإنهاء الرسمي للدعم الأمريكي للتحالف، كان يهدف إلى تهدئة التوترات على أمل تعزيز جهود السلام، وتلبية الاحتياجات الإنسانية، بينما أكد مسؤولون يمنيون وسعوديون أن الإجراءات الأمريكية شجعت الحوثيين.

لكن فشلت التحركات الدبلوماسية للولايات المتحدة والأمم المتحدة في دفع الجانبين إلى المفاوضات، حيث ضاعف الحوثيون هجومهم في مأرب. وفي يوليو، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن إدارة بايدن «سئمت» من الحوثيين.

كما اتخذ الحوثيون خطا متشددا على جبهات أخرى، فلم يسمحوا لمبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، هانز جروندبرج، بزيارة البلاد منذ تعيينه في أغسطس، واستولوا على السفارة الأمريكية المغلقة الآن في صنعاء، واحتجزوا العشرات من الموظفين المحليين. كما اعتقلوا اثنين من موظفي الأمم المتحدة العاملين في مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان و«اليونسكو».

ويرى البعض أن إيران تلعب دورًا في تصعيد حلفائهم الحوثيين.

لماذا تصاعدت الحرب؟

ووفقا للتحليل، يأتي سبب هجوم الحوثي على الإمارات في المقام الأول لتطلعهم إلى الانتقام، بعد تعثر هجومهم الذي كان يهدف إلى الاستيلاء على مدينة «مأرب» المركزية اليمنية.

فقد شن الحوثيون هجومهم عليها العام الماضي، وكان من شأن الاستيلاء على «مأرب» إحكام سيطرتهم على شمال اليمن بأكمله، وجلب الثروة النسبية للمحافظة في أيديهم، ومنحهم نفوذًا في مفاوضات السلام المستقبلية.

لكن المد تغير حقًا فقط عندما قامت القوات المعروفة باسم «لواء العمالقة» بدفعة منسقة في محافظة «شبوة» الجنوبية هذا الشهر، وطردوا الحوثيين، واستعادوا «شبوة»، ثم قطعوا خطوط الإمداد الرئيسية عن الحوثيين في محافظة «مأرب»، ويتقدمون الآن إلى المحافظة.

وكان رد الحوثيين إطلاق صواريخ بالستية وطائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، أولا على المملكة العربية السعودية، والآن على الإمارات.