تابعت خلال الأسبوع الماضي خبر طرح نسبة 5% من أسهم شركة جاز العربية للخدمات للطرح في السوق الموازية - نمو، هذه الشركة التي تأسست كمؤسسة فردية في عام 1992 برأسمال 300 ألف ريال، تمكنت بتوفيق الله وجهود فريق الإدارة من النمو برأس المال ليصل إلى 158 مليون ريال في عام 2020م.

فخلال 28 سنة نجحت هذه الشركة في عقد العديد من الشراكات مع شركات أجنبية ومحلية، إضافة إلى تنفيذ العديد من العقود مع شركات كبرى داخل المملكة لا تقبل إلا بمستويات عالية من الجودة (كشركة أرامكو السعودية وشركة سابك والعديد من الشركات الأخرى)، وما استمرار الشركة في تحقيق مستويات جيدة من الربحية على مدى السنوات إلا دليل على كفاءة الفريق الإداري للشركة، وقدرتهم على تنفيذ الأعمال ضمن سوق عالي المنافسة مع استمرارهم بتحقيق مستويات ربحية جيدة.

والاختبار الحقيقي لفريق الإدارة في عام 2020، فعلى الرغم من تأثر جميع شركات القطاع بجائحة كورونا وانخفاض مبيعات الشركة بنسبة تزيد عن 25% (446 مليونًا في عام 2019 إلى 322 مليون ريال) وعمل العديد من موظفي الشركة عن بعد، إلا أن الشركة تمكنت من المحافظة على نفس إجمالي الربحية بقرابة 73 مليونًا لكل من السنتين.

من جهة أخرى، وبالنظر للمؤشرات المالية للشركة، يتبين حرص الشركة على التمويل الذاتي وإعادة استثمار جزء كبير من الأرباح في داخل النشاط، مما ساهم في بناء الشركة على قاعدة متينة، إضافة إلى النمو المستمر في حجم الأعمال.

من معرفتي بعائلة الدبل، أكاد أجزم أن خبرتهم في مجال عملهم وكفاءتهم الفنية والإدارية كفيلة باستمرارية نجاح الشركة، والأهم من ذلك حرصهم على الاستثمار في الجيل الثاني لتمكينهم من قيادة الدفة في المستقبل إن شاء الله.

وهنا أتذكر حديثي مع المدير التنفيذي للشركة ونائب رئيس مجلس الإدارة فيصل الدبل وسؤالي حول توجههم لإدراج الشركة في سوق نمو وليس تداولا، فبين أنه ليس هنالك رغبة لدى الشركاء في التخارج، وإنما الهدف الرئيس من هذه الخطوة هو الحوكمة والاستمرارية.

وإلا فالملاك لا يرغبون بالبيع لإيمانهم الكبير بوجود فرص كبيرة للنمو بأعمال الشركة خلال الفترة القادمة، ولكنّ حرصهم على تجنب أي مشاكل قد تنتج في القادم من السنوات بين أفراد العائلة، ولتسهيل عملية انتقال الإدارة، حرص الملاك على أن يتم طرح الشركة بأقل نسبة طرح ممكنة.

ختاما أدعو العلي القدير أن نرى المزيد من الشركات العائلية السعودية تبادر نحو مستويات أعلى من الحوكمة تساهم في استمراريتها واستقرارها، وهذا بدوره سيحفظ جهود المؤسسين، ويساهم في نهضة مملكتنا الحبيبة.