بعد أن فشل فشلا ذريعا في تحقيق أي انتصار يحسب له، سواء في المعارك المحتدمة في اليمن أو في استهدافه المتكرر للمملكة العربية السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، وطيلة أعوام عدة، وبفعل ضربات قوات العمالقة الساحقة الماحقة، أصاب الحوثي اليأس والقنوط، وقرر الانتحار في الإمارات العربية المتحدة.

إن استهداف المواقع المدنية في أبوظبي هو عملية انتحار بكل تأكيد. ويبدو أن الحوثي في حالة ذهول تماما، ولم يعد يدري ما الذي يجري حوله، لذلك غابت عنه حقيقة يعرفها العرب، وغير العرب، أن التحالف العربي هو بقيادة المملكة العربية السعودية، وأن حماس قيادة المملكة في الدفاع عن الإمارات العربية المتحدة أو أي بلد شقيق آخر لا يقل بأي شكل من الأشكال عن حماسها في الدفاع عن اليمن، وحماية أهلنا فيه، والذود عن كرامته وحريته وسيادته على أرضه، وأن سبل ووسائل دفاعها عن هذا البلد العربي أو ذاك تحددها طبيعة ومقتضيات الواقع على الأرض، وما يتطلبه من إجراءات فاعلة، ناجعة، مناسبة ورادعة.

لذلك نجد طبيعة تعاملها مع معاناة أهلنا في لبنان والعراق وغيرهما تختلف عنها في اليمن.

وعلى الحوثي، ومن يقف خلفه، أن يدركا جيدا أن عصر الانتصارات العربية على كل أعداء الأمة قد انطلق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان.

وعليهم - مليشيات الحوثي ومن تحالف معهم- أن يعتبروا مما حصل لهم في عقد الثمانينيات من القرن الماضي.

لقد صبرنا طويلا، وتحملنا كثيرا من انحرافكم عن جادة الصواب، ورفضكم كل محاولات إنهاء الصراع بأسلوب سلمي عبر الحوار والتفاهم، حقنا لدماء الأبرياء، ويبدو أن أسلوب القوة هو وحده من يعيدكم إلى الطريق المستقيم، وسنستخدم نوعا جديدا من القوة الرادعة، الحادة والعنيفة، لتحقيق ذلك، وقد أعذر من أنذر.