المخدرات هي شبه مرض خطير يتسلل إلى المجتمع، فيكون البوابة الأكثر اتساعاً لكل فسادٍ أخلاقي وأذىً اجتماعي. وفي عصرنا الحديث، لم يقتصر أذى تلك السموم -الموجهة ضد مجتمعات بعينها دون أخرى- على الأثر الاجتماعي، فلم تعد الأسرة هي المتضرر الأكبر، بل أصبح الأثر متجاوزاً ليؤثر بصميم الأمن والاقتصاد ويصبح معرقلاً للتنمية.

فمن الناحية الأمنية يرى القارئ استهدافاً مباشراً من الجماعات الإرهابية ومحاولاتها المستميتة لإدخال هذه السموم لأراضي المملكة بشتى الطرق، ولم تدخر الحكومة جهداً للحيلولة دون وصولها لأراضينا.. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على عِظَم المصبية والأثر السلبي لتلك السموم، حيث إنها أصبحت أكثر خطراً من الاستهداف المباشر العسكري!

نرى الدولة بأجهزتها الأمنية الكاملة، عيونا ساهرة وأيد عاملة لحفظ وصون هذا الدولة من شرور الجهات المعادية، فيجب على الفرد منا اليوم أن يدرك حجم الخطر من بث السموم.

إن المملكة العربية السعودية دولة مستهدفة عبر هذا النوع من الحروب التي تقوم باستهداف أعظم ما تملك وهم شبابها، بل كل مواطنيها.

فالمملكة اليوم تراهن على مواطنيها، ووضعت أهدافا وخططا لمستقبل مزدهر، لتكون نهضة البلاد بسواعد أبنائها. لذا من المنطقي أن يبتعد العاقل قبل الندم عن تلك السموم، و أن يدرك الفرد منا أن تلك السموم التي تبث من محطاتها، خطر وسلاح موجه إلى حاضرنا ومستقبلنا.