الكل يتحدث عن الغزو، من غزو أودلف هلتر للعالم وهذا هو اسمه الحقيقي، وليس هتلر، مرورًا بغزو الاتحاد السوفيتي السابق لأفغانستان، وغزو التحالف الدولي للعراق، إلى اجتياح هذه الميليشيا أو تلك، وأحكام قبضتها الحديدية، على هذه الدولة أو تلك. وما حصل من غزو واجتياح في التاريخ القديم، لا يمكن أن يحصى ويعد.

البعض يتباهى بهذا الغزو، ويفخر به، والبعض الآخر يدينه ويستنكره بأقسى عبارات الشجب والإدانة والاستنكار. حسب ما تقتضي مصلحته، وإلا فكل غزو مرفوض، شرعيّا وأخلاقيّا وإنسانيًّا، وتداعياته وخيمة على الشعوب، وبالإضافة لأنواع الغزو الأخرى كالغزو التجاري والصناعي والثقافي وغيره، بينما هناك غزو من نوع آخر، مختلف كل الاختلاف، وهو أشرف وأنبل غزو، لم يفطن له الغالبية، أن لم نقل الكل، وإن وجد من فطنوا له، لم يتحدثوا عنه، بشكل صريح وواضح، وهو هذه المساعدات بكل أنواعها الغذائية والدوائية والإيوائية التي تتدفق من المملكة العربية السعودية إلى مختلف أمم وشعوب العالم، وفي كل بقاع الأرض.

بالطبع الأغنياء لا يدركوا أهمية، وقيمة ونبل، هذه المساعدات لكونهم لم يتجرعوا مرارة الجوع والحاجة والعوز، لكن الفقراء يدركون، تماما، ما مدى الفرحة التي تغمرهم، حين ينعمون بها، والمملكة عندما تقدم هذه المساعدات لا تبغي سوى رضا الله عنها، وعباده الكرام، والقيام بواجبها الشرعي والأخلاقي والإنساني؛ لذلك نشاهد مركز سلمان للإغاثة يعمل، ليلا نهارا، لاستمرار تدفق هذه المساعدات، لإشباع الجوعى والمحرومين في العالم، وتغطية جميع الاحتياجات الآخرى، الضرورية لحياتهم. كما تعمل العديد من المراكز والجمعيات المماثلة، ومثلما وضع الله المملكة بهذه المكانة الرفيعة، لتحتضن بيته الشريف، لتتدفق إليه قوافل الحجاج من كل بقاع الأرض، كذلك، نهضت المملكة وقيادتها الحكيمة بدورها المشرف، وتواصل تدفق المساعدات الإغاثية منها إلى مختلف شعوب وأمم العالم. ولم، ولن تتوقف بعون الله.