اتجهت بوصلة منظمة السياحة العالمية قبل شهرين وثبتت مؤشرها على بلدة «رُجال» بمحافظة رِجال ألمع كأفضل القرى السياحية في العالم، وهذا يعني تتويجاً لجهود الحكومة أيدها الله، وتعاون الأهالي منذ خمسة عقود لإعادة تقديمها على واجهة المشهد المحلي ثم العالمي.

جاء الاختيار من بين 175 جهة مشاركة تمثل 75 دولة لتسترعي انتباه الوفود السياحية العالمية لهذه اللؤلؤة الريفية الفاتنة في المملكة العربية السعودية.

فسلام الله على وطن الشموخ والإباء السعودية العظمى وسلام عليك يا رجُال وعلى أحيائك ودروبك وشرفاتك العتيقة التي صنعت مجد الأيام.

سلام على حصونك وقصورك الشامخة حاكم، الدرعية، الرياض، مصر، رازح وزهوان والتحية إلى حواط، مشرف، معجب، امخارجة، السباع وبغداد. سلام على هيبة العلم وحضور التاريخ. سلام على من سكن (رُجال) وحط فيها ركابه بعد ترحال.

ومن الطبيعي والبلدة تشهد تحولات طموحة متسارعة أن تنزوي الاجتهادات الفردية ممن يدعي وصلا بليلى بعد أن أصبحت محطة جذب رئيسة تحظى كغيرها من القرى السياحية في المنطقة باهتمام ومتابعة أمير منطقة عسير.

وتتطلب المرحلة الآن العمل بما يتناسب وأهمية هذا المنجز الكبير، وإنشاء مكتب يعمل به كوكبة من أبناء وبنات البلدة، يتقنون أكثر من لغة، ولديهم القدرة على تعزيز مهارة التواصل مع الآخرين، وعرض الصورة الحقيقية لبلادنا ودورها الريادي في العالم، إضافة إلى تقديم لمحات عن التاريخ العلمي والاقتصادي والحضاري الذي شهدته البلدة في القرون الماضية، والأصداء التي تركتها حتى اليوم.

ويرافق نائب البلدة محمد بن يحيى شبلان في لقاءاته المستمرة مع الأهالي الطموح والتفاؤل ليتقاسم الجميع الآمال العريضة ولحظات الإشراقة الساطعة والمستقبل الرغيد لبلدة أضحت عالمية المكان.

ويرى أن تنمية مجتمع البلدة وتوهجها يعتمد بعد الله على أرومة الشيم ومكارم الأخلاق وأصالة التراث الضاربة بجذورها في أعماق الأرض، وبفضل لله تتجدد مع الأجيال وتمنح آفاقا رحبة من الإبداع والعطاء.

وتتجه الأنظار اليوم إلى «تعاونية رُجال» التي تم تأسيسها مؤخرا بعد أن أعدت إستراتيجيتها وحددت أهدافها، حيث بدأ العد التنازلي لأربع سنوات، تتطلب حزمة من المبادرات غير المسبوقة، والأفكار الرائدة لاستغلال المقومات الزراعية والجبلية والتراثية، وإرساء مبدأ صداقة متبادلة بين البلدة والزوار، تتواءم مع سياحة نشطة عناوينها البهجة والفائدة، وجاذبية الحياة.