كنا من مدة ليست بالبعيدة نهزأ من فكرة رقم السيارة المميز، أو رقم الهاتف المميز وحتى هذه اللحظة لا أستوعب ذلك، بل لا أجد له المبرر المقنع، لكن الأمور تسير لفترات معينة ثم تخفت هذه الظاهرة التي هي بلا سبب منطقي يدعمها، إلا سبب واحد وهو فكرة (التباهي) والاستعراض ليس إلا.

الآن يمكنك أن تحوز أكثر من رقم، لك شخصيا أو للعربات التي تمتلكها، وهي في الحقيقة لا تعني للآخرين أي شيء.

الهواتف ذات المقامات أعني بها لبعض كبار المسؤولين والتي لا يطلع عليها إلا الندرة، وقد حاولت منذ ثلاث سنوات الحصول على رقم أحدهم، وسألت العديد ممن يعملون معه - رغم معرفتي بلطفه وتواضعه - إلا ـن الجميع تعاهدوا على عدم إفشاء سر هذا الهاتف رغم صداقتي العميقة معهم، ومن خشيتي أن أكون مزعجا لهم تركت الأمر للأقدار، لكن تعلمت من ذلك كله أن الهواتف مقامات، رغم أن قادتنا يسهل الوصول إليهم هاتفيّا وشخصيّا دون هذه الحواجز التي يرفعها الآخرون وبلا أي مبرر منطقي أو سبب مقنع.

كنت أتوق لأن نعود للوراء قليلًا ونتصل عبر الهاتف أو ( السنترال)، ليصلنا بمن نرغب في محادثته، خصوصا من يعتلي الهرم الإداري.

للإدارة فنٌ اسمه التواصل، وترك الانطباع الإيجابي لاسيما إذا كان الهدف تحقيق نجاح الطرفين، وسلامتكم.