على هامش ملتقى الإرشاد السياحي الثامن في منطقة عسير، وبتنظيم الغرفة التجارية في أبها، والجمعية السعودية للإرشاد السياحي، حظي الكهف الجيري بإقبال الزوار، لما يحتويه من جماليات كونت هوابط وصواعد وأعمدة، نتجت عنها جماليات فريدة تشكّلت عبر ملايين السنين من قطرات الماء، وحفظت الكائنات الحية لآلاف السنين، حيث يضم ثعلبا عمره 2000 عام، حفظ طبيعيا، وأيضا عظام لحيوانات انقرضت كانت تعيش داخل المملكة عمرها يزيد على 3400 عام.

اتباع القوانين

كشف الجيولوجي محمود الشطي، المشرف على الكهف المحاكى للكهوف المنتشرة في شمال المملكة والحدود الشمالية ونجد والوسطى والشرقية، والذي تم صنعه من الورق، ويحتوى على موجودات ثمينة لا تقدر بثمن، عن أنه يجب التعامل مع الكهوف بطريقة خاصة وحساسة، ونوع من الحرص والحذر، لأنها عبارة عن فراغات طبيعية تحت سطح الأرض، لذا يجب على مستكشف الكهف أن تكون لديه الخبرة الكافية في التعامل معها، لوجود الأخطار الكثيرة بداخلها، وتتعامل مع انهيارات أرضية وانزلاقات من الممكن أن تؤدي إلى ضياع الإنسان، وإحداث إصابات، لذلك لا بد من اتباع المستكشفين القوانين. وأضاف «الشطي»: «من المهم على الإنسان أن يحرص عند دخوله الكهف عدم ترك أي أثر سوى آثار أقدامه».

تحليل الأحافير

بينما لفتت الأنظار المرشدة السياحية منى البلطان، حيث التقط الحضور وبعض المشاركين صورا لها وهي تجلس داخل الكهف المحاكى، وتضع رأس خروف ذا قرون كبيرة فوق رأسها، وحملها عظاما كبيرة لجاموس منقرض، كان يعيش في الجزيرة العربية منذ 3800 عام. وأوضحت «البلطان» أنه داخل الكهوف في أثناء رحلات المساحة الجيولوجية توجد العظام والرؤوس، وهذه كلها تسمى «أحافير»، والتى يأخذونها ويحللونها، لاستنتاج عمرها، مشيرة إلى أن عظم الجاموس البري عمره 3800 عام، وبجانبه ثعلب عمره 2000 عام. وأضافت: «أما الذي فوق رأسي، فهو رمزنا، وهو «الخروف»، ولا يعرف حتى اللحظة كم عمره».