تعيش أوروبا اليوم حربًا كالتي عايشناها في عام 1990، حربنا كانت أقوى لأنها كانت اجتياحًا كاملًا، حين استيقظنا لنجد شوارع الكويت ممتلئة بجنود صدام حسين. وكذلك ما تعانيه فلسطين والقدس الشريف والشعب الفلسطيني حتى الآن.

نحن نرفض مبدأ الحروب علينا وعلى غيرنا من الشعوب، نعم.. الدمار لا يقبله الإسلام ولا الإنسانية. كان الساسة الأوروبيون في مكاتبهم، بابٌ يقفل وبابٌ يفتح في وجوهنا وكانت خطواتهم تتباطأ في أروقتهم، وحتى الأبواب التي تفتح كانت لغايات ومصالح أخذت من أعصابنا الكثير ومن أبنائنا أكثر.

لن نكون من الشامتين ولن نقول ذوقوا مما أسقيتمونا، ولن نبحث عن مصالحنا وننسى قيمنا ومبادئ ديننا التي تنطلق منها إنسانيتنا.

فالحرب هي دمار للجميع وإن كانت قريبة من حدودك أو بعيدة.. لن نفرح بمصائب غيرنا حتى لو عادت علينا بالفوائد.

والسؤال هنا.. بعد تجربة أوروبا وما تفعله الحروب من تهجير للشعوب والتشرد والشتات للأسر وهي تحترق لفراق أوطانها، لا ترافقها إلا الدموع وانكسار القلوب.

هل ستقف أوروبا مع القضايا العادلة واستقلال الدول وحقها بتقرير مصيرها وسلامة أراضيها، بعد تذوقها طعم التهجير الذي تعيشه الشعوب الأخرى؟

علينا أن نعي أن السياسة التي تتعامل بها أطراف هذه الحرب سياسة قذرة مبنية على المصالح والمكاسب لكل طرف فيها، بغض النظر عن الأرواح والممتلكات التي تذهب جراء هذي الحرب.

سياستهم مبدأها كيف تصنع لغما وتفجره كي تحصد الغنائم.