تعكس بيوت وقصور الطين في نجران حياة المجتمع قديمًا في تلك المنطقة، ويعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 400 عام، وتنتشر البيوت الطينية في أكثر من 40 قرية بتصاميم معمارية فريدة.

آبار مياه

ورصدت «الوطن» قصور قرية آل خريم في الجربة وعددها 21 قصرًا وهي قائمة منذ 400 سنة، وتتشكل من عدة طوابق طينية شاهقة ومسجد أثري وعدد من آبار المياه العذبة التى مازالت تعمل حتى الآن فضلًا عن النخيل المثمر والمزارع التي تحيط بالقرية التراثية وهى امتداد لعراقة المكان وأصالته بامتداد جبل عرق آل خريم المطل على مركز الجربة، بينما ينقصها الإسفلت والإنارة واللوحات الإرشادية لتستقبل الزوار والسياح من مناطق المملكة وخارجها.

أشكال هندسية

وتتخذ بيوت الطين بنجران العديد من الأشكال منها: الشكل المستطيل بارتفاع شاهق والرأسي المستقيم الذي لا تتخلله انكسارات ويتكون من مجموعة من الأدوار تصل أحيانًا إلى ثمانية وتسعة أدوار، وكذلك تفردها بالعديد من الإضافات من ناحية جمال المبنى أو لحمايته أو لحفظه.

مراحل البناء

كان بناء البيوت الطينية في نجران يبدأ عبر تحديد قطعة الأرض المراد إنشاء المبنى عليها، ويُمد خيط لتحديد أساسات المبنى، ويتم توفير الحجر والطين والخشب كأهم مواد الإنشاء، ثم تحفر بالأرض بعمق أكثر من مترين، يبدأ بعدها وضع الأساس المسمى «وثر» وهو عبارة عن حجر وطين يوضع فيما يعرف «بالمدماك» الذي ينفذ على مرحلتين، وهي وسيلة بناء قديمة تمزج فيها الحجارة مع الطين المبلل في إطار حجري على شكل مستطيل، وبعد الانتهاء منه يترك يوما في الصيف حتى يجف الطين، أو أكثر في الشتاء، ثم تعقبه عملية «التعسيف» ويقصد بها بناء الدرج أو ما يعرف بـ«العسفة» للصعود للغرف العلوية، ثم عملية «الصماخ» أو التلييس حاليًا، ويصنع سقف المبنى من خشب جذوع وسعف النخيل وأشجار السدر أو الإثل، وبعد 15 يومًا من إعداد الأحجار الطينية عبر «المدماك» و«الصماخ»، يبدأ العمل على «القضاض» وهو الجير الأبيض الذي يثبت أركان البيت ويزينها مع اللون الطيني.