يعيش القطاع الثقافي في جل أقطار الوطن «نكبة ثقافية»، وركودا أثر سلبا على العمل الثقافي المحلي. وربما يعود سبب الركود في الآونة الأخيرة إلى ما فرضته جائحة «كورونا». فهذا الأخير عرف شللا عاما منذ سنوات على غرار بعض المناسبات العابرة العرضية التي يطبعها لون مناسباتي ميز هذه الساحة الثقافية، والذي بدوره يؤثر على مكانة الجزائر دوليا، بل يتعداها، ليشمل الانغلاق النقدي والفكري في الإنتاج بسبب جملة من العراقيل التي تواجه الناشرين وغياب الكتاب، الذي يشهد تراجعا وترديا هو الآخر، لتعلن الجزائر «إفلاسها الثقافي» بسبب إستراتيجية «التقشف الثقافي» التي انعكست على المؤسسات الثقافية التي تسير في نفق مظلم: اندثار المبادرات الثقافية، وغياب السينما والمسرح اللذين يفتقران للجودة التي يأملها المتلقي، حيث أصبحت السينما ثقافة مغيبة على الرغم من توافر عدة قاعات في الوطن. فكل هذه الأزمات الحضارية انعكست على الشارع الجزائري، الذي يشهد تراجعا مستمرا في استهلاك المادة الثقافية المغيبة، حيث تشير الإحصاءات إلى تدني علامات القراءة مقارنة بمراحل سابقة، فهل يمكن أن نرجع هذا التدني إلى التفاعل الرقمي العنكبوتي في زمن العولمة؟ أم أن هناك دوافع مضمرة غير معلنة ومسكوت عنها؟.