أشار التاريخ بسخرية إلى فئة من أراذل الناس، انسلخت من أرواحهم القيم الدينية، وتخثرت دماء العروبة والأوطان في شرايينهم، فباعوا عرضهم وأرضهم لشرار الخلق بثمن بخس، وكانت نهايتهم الخزي والعار.

وكلما اشتعلت بؤرة من بؤر الصراع في عصرنا الحاضر، يخر ج الأفاكون من جحورهم النتنة مثل أسلافهم أهل الزيغ والضلال يصبون الزيت على النار، ويقذفون حمم إفكهم وسواد حقدهم نحو المجتمعات الآمنة المستقرة، ومنها مجتمعنا السعودي، ويتبنون ويناصرون تهويل وتأويل كل أفاك ومعتد أثيم. ومما يبعث الأسى والغضب في النفوس تصرفات ساذجة وسامجة وغير مقبولة من «مرضى متلازمة واتس» حين يعيدون إرسال ما يصلهم على هواتفهم النقالة من المنصات المشبوهة إلى الأصدقاء والأهل دون إخضاعه لميزان العقل ومعيار المنطق. ماذا نقول لوطننا الحبيب وللمواطن الغيور إذا ما علمنا بجبهتين معاديتين، يتبادل الأعداء فيهما الأدوار: الأولى تمرر الأفكار والمقاطع السامة والمقالات الكاذبة والصور المزيفة من تأليف وإخراج كلاب «أبي رغال»، ومعهم أهل الشقاق والنفاق «الحشاشون»، والشواذ ومساطيل مفاتيح دخول الجنة وصكوك الغفران من أذناب المجوس.

أما الجبهة الثانية، فهي «تهريب المخدرات»، واستهداف العقول وتدمير المجتمع. ومن يقرأ تاريخ القرون الثلاثة الماضية حتى اليوم، يترسخ عنده اليقين بأن الله -عز وجل- تكفل بحفظ بلادنا من المعتدين الآثمين الذين تآمروا عليها، فتقطعت بهم الأسباب، وتجرعوا الموت والخزي، جزاءً وفاقا، وأبى الله إلا أن يتم نوره، وبقيت السعودية، وستبقى -بحول الله- منبعا للإسلام والحضارة والسلام.

ومما يبعث على الفخر والاعتزاز أن الرؤية والتحول الإستراتيجي في بلادنا انطلقا بالوطن الحبيب إلى مدارج الرقي في ثقة وعزم وإصرار، وهذا ما يلمسه ويشعر به المواطن اليوم. علينا ألا نلتفت لتخرصات «محور الشر المهزوم المأزوم»، وعلى رأسهم حسد زميرا وعبد قم الحوثي وبلية، وغيرهم من الجاحدين الحاقدين. لم يبق لهم اليوم إلا جوقة إعلامية منحرفة، تسعى إلى تلميع صورهم أمام الرأي العام، وتبني افكارهم السامة عبر قنوات ساقطة، تقتات من حاويات قمامة المرجفين، وفي مقدمتها قناة المستغلة، وهامشيها المنبوذ في بلده بعد أن فشل في تأليف حزب، وكلما زاد سقوطه زاد نباحه.

أما عبدالشاري قطوان، فما زال يحمل كتابه بشماله منذ أربعين سنة وأكثر، يقرأ كل يوم فصولا من سيئاته وتخرصاته، ومثله «غساق بن جرو»، وغيرهم من شلة «ضلل»، أي ضمير للبيع. لقد غاب عنهم أن بضاعتهم كاسدة، وأصبح المتلقي اليوم في عصر الإعلام الجديد أكثر معرفة بالواقع، مما جعلهم يشعرون بزوالهم مثلما حل بأشياعهم من قبل.

ولهذا يجب علينا أبناء هذا الوطن العظيم أن نرفع حالة الوعي والاهتمام والدفاع عنه، والتعاون واليقظة ورد الدين. حان الوقت لنقف مع نفوسنا وقفة تأمل، ونسأل ماذا يحدث في العالم اليوم؟، ثم نُعيد البصر مرة أخرى إلى بلد الاستقرار والرخاء والمجد، المملكة العربية السعودية.

علينا ألا ننتظر نفعا ومحبة وتعاونا وحماية من الذين أعمى الله بصرهم وبصائرهم، وختم على قلوبهم، فأولئك عليهم غضب الله والملائكة، والناس أجمعين.