أكد مستشار وزير الدفاع اليمني العقيد الركن يحيى أبو حاتم، أن اليمن اليوم أمام مرحلة جديدة كليا على كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وذلك بعد تجاوز كل المعرقلات السابقة التي كانت تشكل عائقًا كبيرًا أمام الحكومة اليمنية في مختلف الاتجاهات، ومن أهم تلك المعرقلات الاختلافات البينية بين الفرقاء السياسيين والمكونات اليمنية المناوئة للحوثي.

وكشف أبو حاتم في حواره مع «ﺍﻟﻮﻃﻦ»، أن كلمة رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي التي أكد فيها «أن المجلس مجلس سلام لا مجلس حرب» و«أنه سيقف سدًا منيعًا لمواجهة الإرهاب بكافة أشكاله، كما سيعمل على مكافحة النزاعات الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني»، ودعوته كافة القوى الوطنية في البلاد إلى الالتفاف حول مشروع استعادة الدولة ونبذ الخلافات والمناكفات، وتوجيه كافة الجهود لاستعادة الدولة ومؤسساتها وتحقيق الأمن والاستقرار، تعد خارطة طريق لإنهاء الأزمة والدخول في مرحلة السلام والأمن الدائم.

ترحيب يمني

ما هو تقييمكم للتجاوب الكبير من جميع الأطياف والأحزاب والمجتمع المدني اليمني مع المبادرة الخليجية ومع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي؟

كل اليمنيين بمختلف توجهاتهم الحزبية والمناطقية والفكرية رحبوا بمخرجات المشاورات اليمنية وقدموا دعمهم وتأييدهم لها وأهمها تشكيل المجلس الرئاسي، وهناك ترحيب شعبي كبير في الداخل اليمني والخارج بالمخرجات.

يتوقع عدد من المتابعين والمحللين للمشهد اليمني عدم استجابة الحوثي لدعوات الانخراط في العملية السياسية تحت راية مجلس القيادة الرئاسي «خاصة أنه مجلس دفاع وقوة ووحدة صف، مهمته الذود عن سيادة الوطن وحماية المواطنين».

ليست توقعات مبنية على الظن، بل مبنية على حقائق وأدلة دامغة تشير إلى أن الحوثي لن يقبل بالسلام لعدة أسباب فالجماعة لا تمتلك القرار السياسي والعسكري بل هي أداة إيرانية تنفذ ما يملى عليها من طهران، وهي جماعة راديكالية متطرفة لا تؤمن بالسلام وترى أنه نهاية لها ولمشروعها الفكري.

و إلى هذه اللحظة التي أجيب عليك فيها تقوم بحشد مقاتليها وأسلحتها باتجاه مأرب.

السلام خيار التحالف

أكد نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان على استمرار تحالف دعم الشرعية في اليمن بدعم المجلس على كافة الأصعدة بما في ذلك الدعم العسكري لحين الوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة.

هل ترى أن هذا التصريح القوي سوف يرغم ميليشيا الحوثي على الجنوح للسلام أو سوف يقضي عليها من خلال العمل العسكري ؟

الأمير خالد بن سلمان كان واضحًا في كلامه أن السلام خيار التحالف الأول والأخير، ولكن السلام العادل، وفي نفس الوقت أشار بقوة إلى أن الخيار العسكري ما زال قائما في حال رفض الجماعة الحوثية للسلام، بمعنى أصح يقول الأمير (سنحاور الحوثي بلسان هارون وفي يدنا عصى موسى) والخيار للحوثي.

في حال تم قبول ميليشيا الحوثي الاندماج في العملية السياسية ما هي أولى الخطوات التي تراها لتأسيس دولة مدنية تمثل جميع اليمنيين وتخرجهم من حالة الحرب التي حولت اليمن إلى أفقر دولة في العالم ؟

تلك أمنية لن تتحق ولكن إن حدثت معجزة وذلك يتطلب تخلي الحوثي عن فكرة الولاية الكاذبة وتسليم السلاح، وحينها نستطيع القول إن السلام والمصالحة ستتحق، لأنه لا يمكن أن يكون هناك سلام مع جماعة يعتقد قاداتها أن لسلالتهم الحق المطلق في حكم اليمنيين تحت مبدأ الولاية الكاذبة.

أطماع إيرانية

ما هو موقف المجلس الرئاسي من استمرار تدخل إيران في الشأن اليمني وما أفضل طريقة للرد على إرهابها ؟

دور المجلس الرئاسي كبير ،ولن يكون لهذا الدور فاعلية كبرى ما لم يكن مسنودًا وبقوة من قبل الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي لأن الأطماع والتوسعات الإيرانية لا تستهدف اليمن فقط، ولكنها تستهدف المنطقة العربية برمتها، وإيران اليوم تعربد وتقتل وتحتل عبر أدواتها في المنطقة العربية كلا من العراق وسورية ولبنان واليمن، ولديها عملاء في أغلب الدول العربية، وتسعى إلى إحكام سيطرتها على مضيق باب المندب عبر جماعة الحوثي الإرهابية لجعل الجزيرة العربية تحت رحمتها، لذلك رمت بكل ثقلها العسكري في دعم الحوثي الإرهابي، وما دام الخطر على الجميع فالواجب من الجميع الوقوف إلى جانب اليمن والمملكة التي حملت على عاتقها مواجهة الأطماع والتوسعات الإيرانية، وللعلم أن رسالتي للدكتوراه كانت بعنوان (دور المملكة العربية السعودية في مواجهة الأطماع والتوسعات الإيرانية في المملكة العربية السعودية).

فرصة مواتية

ينتظر الشعب اليمني انتهاء الأزمة وانضمام اليمن كعضو رئيسي ضمن دول مجلس التعاون الخليجي ؟ مدى انعكاس ذلك على الحياة الاقتصادية والتجارية واستقرار اليمن بل المنطقة ؟

هذا ما كان يجب أن يكون من سابق فاليمن جزء لا يتجزأ من الخليج العربي جغرافيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وأمنيا، وكم كنت أنا وجميع اليمنيين نتمنى أن تكون الأعمدة في شعار مجلس التعاون الخليجي 7 بدلا من 6 ولكن يبدو أن اليوم الفرصة مواتية أكثر من أي وقت مضى لضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي، الذي من شأنه إعادة اليمن المختطف من قبل إيران إلى محيطه العربي والخليجي.

خلال لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، مع ممثلي ميليشيا الحوثي الإرهابية كانوا مصرين على تسريع فتح مطار صنعاء وأيضًا ميناء الحديدة، ورفضهم النقاش في أي محاور أخرى ؟ تعليقكم ؟ وهل تتوقع ارتكاب ميليشيا الحوثي حماقة قد توقف عملية التفاوض معهم بإيعاز من إيران فيما يخدم مفاوضاتها مع الغرب بشأن ملفها النووي ؟

هذا ديدن الجماعة المراوغة لكسب الوقت ولنا في مفاوضات الكويت وجنيف 1 وجنيف 2 والسويد وقبلها الكثير من التجارب معها فقد أدمنت التملص والانقلاب على الاتفاقيات والمواثيق، لذ لا نتوقع ارتكابها للحماقات بل متأكدون من ذلك.

-اليمنيون رحبوا بمخرجات المشاورات اليمنية.

-الحوثي لن يرضخ إلا بالقوة لأنه كثير المراوغات.

-الدولة المدنية لن تتحقق إلا بتخلي الحوثي عن الولاية الكاذبة.

-إيران تدعم الحوثيين لتتمكن من السيطرة على الجزيرة العربية.

-اليوم فرصة مواتية لانضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي.

-اليمن جزء لا يتجزأ من دول مجلس التعاون الخليجي.