بداية أثمّن الجهود المُخلصة والمُقدرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي >

ومما لاشك فيه أن نجاح المشاورات اليمنية اليمنية سيعمل على إنهاء الصراع في اليمن ودعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن ونحن كيمنيين نحيي المبادرات البناءة لقيادتي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسعيهما الدؤوب في اليمن من أجل التوصل لحل سياسي شامل ينهي الصراع ويحقن الدماء، ويضمن تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين لا سيما في ضوء المخرجات الإيجابية للمشاورات اليمنية-اليمنية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، والخطوة الفارقة في تاريخ اليمن بتأسيس مجلس القيادة الرئاسي. ونجاح المشاورات اليمنية – اليمنية يمثل نقطة تحول مهمة في الطريق إلى السلام الشامل لنقل اليمن من حالة الحرب إلى أفق السلام والتنمية، وإذا ما واصل اليمنيون بنفس العزيمة التي ظهرت أثناء المشاورات التي اتسمت بالمشاركة الواسعة من قبل ممثلي المكونات اليمنية، سواء الممثلة للقوى والأحزاب السياسية اليمنية أو الشباب والمرأة، فإن المبشرات بغدٍ مشرق آتيةً لا محال.

مما أضاف المزيد من الزخم الوطني لجلسات المشاورات بين النخب السياسية والمجتمعية اليمنية، أنها هدفت إلى بلورة خارطة طريق يمنية واضحة المعالم في اتجاه استعادة استقرار اليمن وإعادة صياغة المشهد اليمني استنادا إلى حالة من التوافق والاصطفاف الوطني بين جميع المكونات اليمنية، وقد جاءت ثمرة توحيد الصفوف متوجةً بقرارات فخامة رئيس الجمهورية بتشكيل مجلس قيادة رئاسي برئاسة فخامة الدكتور رشاد محمد العليمي، لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، مفوضًا بكامل الصلاحيات وفق الدستور اليمني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية سعيًا لقيادة اليمن نحو مستقبل واعد، وكذلك تشكيل هيئة تجمع مختلف المكونات للتشاور والمصالحة يساندها فريق قانوني، وفريق اقتصادي بما يعزز الجهود وتهيئة الظروف المناسبة لوقف الاقتتال والصراعات والتوصل لسلام يحقق الأمن والاستقرار في أنحاء الجمهورية اليمنية كافة.

ولقد عبرت النتائج التي خرج بها المشاركون في اللقاء التشاوري اليمني - اليمني عن الوفاق والتوافق بين جميع المكونات اليمنية إلى تعزيز ثقة رجل الشارع العادي في اليمن، في إمكانية أن تشهد المرحلة القادمة متغيرات نوعية في اتجاه إحلال السلام الشامل في اليمن، ووقف الحرب وبدء مرحلة أكثر انفتاحا من الشراكة الوطنية بين مختلف ألوان الطيف اليمني وواعدة بالتوافق الوطني البناء، ونحن على يقين بان أبناء الشعب اليمني وبما عُرف عنهم من حكمة وإيمان سيحقق، بإذن الله تعالى، الأهداف السامية النبيلة التي من أجلها استضافت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي هذا التشاور اليمني – اليمني.

ونثمن في الوقت نفسه اهتمام وجهود المجتمع الدولي لإنهاء الصراع في اليمن عبر قرارات مجلس الأمن. وإن نجاح المشاورات اليمنية - اليمنية ليست خيارا، بل واجبا يتطلب استشعار الجميع للمسؤولية الوطنية، ونبذ كل أسباب الفرقة والتباينات الداخلية، والإسهام الجاد والفاعل في تحقيق التوافق الوطني المطلوب والملح، لبلورة خارطة للمستقبل واضحة المعالم لاستعادة استقرار اليمن وتنميته ورخاء شعبه.

وانعقاد المشاورات اليمنية - اليمنية ومخرجاتها الناجحة لم تكن لتتحقق لولا، فضل الله جل وعلا، ثم إيمان أبناء اليمن بقدرتهم على رسم مستقبله، وكما نؤكد دائمًا، بأنه لا حل إلا ما يقرره أبناء اليمن، ولا مستقبل لليمن إلا وفق ما يتفق عليه أبناء اليمن، فالحل يمني وبأيدي اليمنيين ولأجل اليمن، لا سيما في ظل الأجواء الإيجابية التي سادت المشاورات اليمنية - اليمنية وما سبقها من استجابة تحالف دعم الشرعية في اليمن لوقف العمليات، كذلك الهدنة التي أعلن عنها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن لمدة شهرين.

إننا نرحب ونؤكد في هذا اليوم على الموقف الثابت لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دعم الشرعية في اليمن ودعم كل المساعي والجهود المخلصة لإنهاء الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار. ونرحب كذلك بإعلان المملكة العربية السعودية تقديمها دعما بقيمة 3 مليارات دولار لدعم الاقتصاد اليمني منها مليارين دولار مناصفة مع دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم البنك المركزي اليمني.

كما نؤيد دعوة المملكة العربية السعودية لعقد مؤتمر دولي لحشد الموارد المالية اللازمة لدعم الاقتصاد اليمني. ونؤكد ونجزم إن نجاح المشاورات اليمنية - اليمنية تؤسس لمرحلة جديدة ينعم بها المواطن اليمني بالسلام والبناء والإعمار، لينهض اليمن السعيد من جديد..