تزداد مشاهداتي لأطفال يحتمل أن يكونوا مصابين بمتلازمة (اسبرجر) دون أن يتم تشخيصهم طبيا!

متلازمة اسبرجر وتسمى متلازمة العباقرة هي حالة شبيهة بالتوحد وتقدر الإصابة بها بنحو 1%، و يعتقد أنها ضمن الأمراض المكتشفة حديثًا إذ ما تزال الدراسات والمصادر حولها نادرة جدًا.

في هذه الحالة يكون الطفل حاد الذكاء ولكنه قد يفتقد لبعض مهارات الاتصال و لعل أشهر الحالات في العالم العربي تشترك في عارض واضح هو عدم قدرة الطفل على التحدث بالعربية وهي لغته الأم مع قدرته على التحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة وبشكل طبيعي جدًا، إضافة لأعراض أخرى تختلف من حالة لأخرى تتمثل في الميل للعزلة أحيانًا أو اضطرابات حركية.

من أشهر المصابين بهذه الحالة آينشتاين ونيوتن ودارون وبيتهوفن وموتسارت و بيل جيتس وايلون ماسك وميسي وغيرهم

ولندرة هذه الحالة فإن الأسر التي تعايشها مع أطفالها تعاني في الواقع من عدة جوانب، أولها انعدام الخبرة لدى كثير من الأطباء مما يؤخر التشخيص.

وانعدام التشخيص يدخل الأسرة إلى متاهة تبدأ في محاولات العلاج ثم العشوائية في التعامل مع الحالة يلي ذلك المعاناة عندما تبدأ مرحلة التعليم خاصة مع عدم وجود مدارس خاصة لهذه الفئة من الأطفال.

في رأيي أنه أصبح من الضرورة بمكان أن تعتني أجهزة الصحة و التعليم بهؤلاء الأطفال المرشحين ليكونوا الأكثر تأثيرًا وموهبة وقدرة على الإبداع.

فيما رأيت أن غالبية الأطباء في مستشفياتنا للأسف لا يعرفون الحالة ولا يشخصونها. وتبقى مسألة التشخيص مجرد اجتهاد من الأسرة من خلال ملاحظتها للطفل.

وربما يكون تشخيص الحالة يحتاج لفريق من طبيب نفسي وأخصائي نطق وأخصائي علاج سلوكي معرفي، كما أن وجود دراسات لهذه الحالة سوف تساعد على تصميم برنامج متكامل يبدأ بتوعية المجتمع حول هذه المتلازمة، وأسبابها، وأعراضها. ويمكن وزارة الصحة من أن الاحتفاظ بسجلات وإحصاءات دقيقة للمصابين بهذه المتلازمة في السعودية حتى يتسنى إلحاقهم ببرامج تعليمية واجتماعية خاصة بهم، تساعدهم وأسرهم من جهة وتسمح بتوجيه طاقاتهم الذهنية العالية من جهة أخرى.

تخيلوا معي طفلًا عبقريًا في الفيزياء مثلا لكنه لا يستطيع التحدث بالعربية، وبسبب انعدام التشخيص فإنه بدلًا من توفير تدريس الفيزياء له باللغة الإنجليزية التي يتقنها تعكف أسرته على تعليمه العربية وتدخله لمدارس تحفيظ القرآن بهدف تعديل لسانه ونطقه للعربية! فلا هو يتقدم في اللغة العربية ولا هو يحصل على فرصته لدراسة الفيزياء!

أعتقد أننا هنا نواجه مشكلة سأسميها (هدر العباقرة).