التقيت بإداري في إحدى المدارس وذكر لي أن الطلبة وتحديدًا في الفصل الدراسي الثالث بدأت تظهر عليهم بعض المشاكل السلوكية، علمًا بأن المدرسة هادئة جدًا في الفصلين الأول والثاني، والمشاكل السلوكية تكاد تكون شبة معدومة.

السؤال المشروع: هل الفصل الثالث هو السبب؟ هل تمديد الفترة الدراسية يؤدي لملل الطلاب وقلة دافعيتهم للدراسة، حتى مع وجود برامج جاذبة في المدرسة؟ خاصة أنه في بداية الفصل الثالث.

وقبل دخول رمضان ظهرت هاشتاقات في موقع «تويتر» تطالب بإلغاء الفصل الثالث. يقول أحد المغردين: كمعلم خبرته تقارب 25 سنة وموجه طلابي وولي أمر، لاحظت على طلابي وأبنائي:

-1 انخفاض الدافعية للحضور وللتعلم وللتفوق.

-2 ملل من التدريس بالنسبة للمعلمين والدراسة للطلاب وأولياء أمورهم

-3 حالة تبلد وضعف اهتمام وقلة مشاركة في النشاطات والاختبارات الداخلية والوزارية.

-4 معاناة أولياء الأمور من الارتباط الطويل بالمدرسة معاناة نفسية وبدنية واقتصادية

-5 حالة قلق من الطلاب لقصر العطلة الصيفية وطول السنة الحالية والسنه القادمة.

-6 لأول مرة أشهد تأييد للغياب من الطلاب وأولياء الأمور وعدم مبالاة بنتائج الغياب، بل إن ولي الأمر يتكلم بقوة أن الدراسة طويلة ومملة، وإنها أصبحت مضرة للطالب وأن غياب ابنه سيستمر حتى لو نجح بتقدير مقبول!

أعتقد أن مشروعية الأنظمة التعليمية تختلف من نظام لآخر، ومشروع الفصل الدراسي الثالث هو في نظري من الأنظمة التي تأتي عن طريق التوافق الاجتماعي أي القبول والتفاعل الإيجابي بين النظام والمجتمع، خاصة أن ولي الأمر (البيت) يعد من أحد الركائز الرئيسة في الهرم التعليمي، من الأهمية بمكان عمل استطلاع واستبيان إلكتروني يشارك فيه المعلم والطالب وولي الأمر لأخذ وجمع آراء عن الفصل الدراسي الثالث هذا الموضوع تحديدًا يجب أن يكون المجتمع حاضرًا فيه حتى يتم تعديله وتطويره بالطرق المناسبة.

الفصول الدراسية الثلاثة وحتى الأربعة مطبقة في بعض الدول مثل بريطانيا وأستراليا، إذ تبدأ الدراسة في إنجلترا في مستهل شهر سبتمبر وينقسم إلى ثلاثة فصول دراسية. من أيلول حتى منتصف ديسمبر، من يناير حتى نهاية مارس ومن أبريل حتى يونيو.

السؤال: ما هو سر استمرار الفصل الدراسي الثالث في إنجلترا؟

الجواب: الفصل الثالث هو فصل دراسي ترفيهي بامتياز يزور فيه الطلبة المعاهد العالمية والجامعات والشركات الصناعية والتجارية المختلفة والشواطئ وممارسة الألعاب الرياضية، وحضور الأنشطة الرياضية والفنية والترفيهية مثل المسرح ومعارض الكتاب والسيرك والمتاحف، وزيارات ميدانية لمؤسسات القطاعات الحكومية وغير الحكومية، مثل إدارات النظافة وحماية البيئة والشرطة والدفاع المدني، وزيارة المراكز الصحية، وبعض المؤسسات الصحفية والإعلامية كالقنوات الفضائية، وزيارة المستشفيات ودور الرعاية مثل الأيتام وذوي الإعاقة وغيرها....

الطالب في الفصل الدراسي الثالث هناك فقط يكتب تقارير عن زيارته.

أعتقد أن هذه الطريقة المثلى في إثارة دافعية الطالب للتعليم، وليس فقط الحضور والمذاكرة والدراسة واختبار يلحقه اختبار.

أتمنى من وزارة التعليم إعادة النظر في الفصل الدراسي الثالث.