اليوم سوف أتحدث لكم عن كائن ليس من الكائنات الحية؛ فهو يفتقر إلى خصائص الكائنات الحياة من نمو وحركة وتكاثر وتنفس وتمثيل غذائي، ولكنه بلغ من الوفاء مبلغاً لم يبلغه كائن حي؛ فهو رفيق الأغنياء والفقراء والوجهاء وكبار المسؤولين.

ومن صور وفائه أنه يرافقك في كل محفل سعيد في حياتك كالزواج والأعياد ومقابلة الوجهاء وحفلات التخرج وحفلة ليلة العمر، فهو يحتضنك حضن الأم لوليدها، ولا يكترث لما يصيبه من عوامل التعرية وظروف المناخ، فأغلب وقته يقضيه واقفاً ينتظر إشارتك. ومن صور وفائه أنه يقف معك في ليالي الشتاء الباردة حامياً ومدافعاً عنك من لسعات البرد وزخات المطر، وأخر صور وفائه أنه يحتضنك في رحلتك الأخيرة للدار الأخرة مغطياً وساتراً لجسدتك عن أعين الناس.

هل عرفتم هذا الرفيق الأنيق الجميل متعدد الأشكال والألوان، الذي يعتبر جزءاً من ثقافتنا ومورثنا الشعبي وعلامة من العلامات التي تميز الرجل العربي في الجزيرة العربية ، انه يا أصدقائي العباءة أو ما يطلق عليه لدينا البشت أو المشلح.

أتمنى أن يخصص يوم في السنة كتكريم لهذا الكائن الوفي على غرار يوم القهوة ويوم السعادة ويوم الشاي والبقول، وغيرها من الأيام العالمية.