إن الواجب الشرعي والأخلاقي والاجتماعي يقضي أن يكونوا هم أول من يبادر إلى مساندة الجيش وتقديم كل أنواع المساعدة له لإنجاح حملته النبيلة هذه، ومباركتها، لا التصدي لها، والأنحياز إلى جانب أعداء الوطن والشعب، نعم إن التصدي لأكبر وأخطر وباء يفتك بالأوطان والأمم والشعوب واجب وطني وأخلاقي، يجب أن ينهض به كل المواطنين وفي مقدمتهم الأحزاب التي تزعم أنها تتبنى توجهات دينية، وأن تقف موقفا حازما، مساندا بكل قوة وحماس، لحماة الوطن وسوره، ودرعه الحصين حين باشر تنفيذ حملات دهم وتفتيش عن المخدرات وأوكارها، وتجارها في بعلبك، وغير بعلبك، بعد أن بات خطرها على لبنان وشعبه يفوق خطر أشرس وأقوى كل أعداء لبنان، بمختلف ألوانهم، لا أن تعترض الأحزاب الدينية ذاتها، على موقف الجيش الوطني الذي باشر ملاحقة من يتاجرون بهذه المخدرات على حساب سلامة لبنان، دولة ووطنا وشعبا.
حقيقة كان موقف يزبك، والجهة التي ينتمي إليها، صادما ومفزعا ليس للبنانيين وللعرب فقط، بل لكل مواطن حر حريص على سلامة عالمنا اليوم، ومن أخطر وباء يتعرض له، كيف يعقل أن يطلب يزبك من حماة الوطن وقف عمليات الدهم والتفتيش هذه، بل ويهدد الجهة المسؤولة مسؤولية مباشرة عن حماية الشعب وسلامته، ويطالبها بوقفها خلال فترة زمنية محددة، وإلا سيتصدى لها لحماية تجار المخدرات، واستمرار تداولها وتفشيها في المجتمع، للإجهاز عليه تماما، ألا يعني هذا أن غاية هذا الطرف هي إحراق الوطن والشعب والدولة اللبنانية تماما. حقا هذه هي فضيحة الفضائح.
نحن نعرف أن غاية حزب الله هي هذه، لكن هل يحق بعد هذا أن يزعم بعضهم خلاف ذلك، الحقيقة واضحة وضوح الشمس، وتهديد يزبك صريح ومسجل، ولا يمكن إنكاره.
ولا بد أن نذكر ونحذر من الهدف الأوسع والأشمل لمن يتاجرون بها، ومن يوفرون الغطاء السياسي والحماية لهم، هو تدمير باقي المجتمعات العربية، خصوصا العراق وسورية ودول الخليج العربي، ولطالما أحبطت الجهات المختصة بهذا الشأن، في هذه البلاد العربية، عمليات التهريب المتواصلة، من هذا النوع وبكميات كبيرة جدا.