تضمن ذلك اللقاء مناقشة مفهوم الاتصال أو التواصل، والوقوف على مفهوم التواصل مع الذات من خلال دراسة مفهوم الذات والعوامل المؤثرة فيه كالإدراك، وشرح وتناول لموضوعي الاتصال اللفظي وغير اللفظي وأهميتهما وأدواتهما وكيفية تحسينهما، وأهمية الإنصات لعملية التواصل، ومناقشة موضوع الاتصال الشخصي، وتأثير الاتصال في المجموعات الصغيرة، في بناء فرق عمل متميزة وسبل إنجاحه، والتعريف بالاتصال العام والمهارات الأساسية للعرض والخطابة ومواصفاتها ومراحلها، ومحتوى وإعداد السيرة الذاتية، والمقابلات الشخصية وكيفية الإعداد لها واجتيازها، وكيفية إعداد الرسائل والتقارير.
أسهبت بعض الشيء في ذكر بعض ما تم في ذلك اللقاء القديم، والسبب غير وفاة أخي الدكتور عدنان، هو اهتمامه الكبير الذي كان يسره لي، بين الفترة والأخرى، عن الاتصال بالله سبحانه وتعالى، وخصوصا عند حلول الأجل المحتوم، وكيف ينبغي أن يستعد الإنسان لدخول آخر منازل الدنيا، والتفاصيل الدقيقة لهذه الرحلة، من إغماض للعينين، وستر للجسم، وإسراع بالتجهيز، وإحسان بالغسل، وإنفاذ للوصية.
وكان يستشهد بقصة سيدنا عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أنه كان إذا وقف على قبر يبكي حتى تبتل لحيته، فقيل له مرة: تذكر الجنة والنار، ولا تبكي، وتبكي من هذا؟، فيقول، إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه، فما بعده أشد منه.
دامت الصلات بالفقيد الحبيب، طيلة هذه المدة غير القصيرة، إحياء للعلاقات القديمة بين الآباء والأجداد، ومنهم والده المربي القدير أحمد سالم بالخيور، مدير المدرسة الخالدية الابتدائية، قبل طلعة جبل الكعبة، بحي جرول، بمكة المكرمة، والأعمام حسن ومحمد حسن وحسين بالخيور، والأعمام محمد سعيد وأحمد با بصيل، والأعمام عبدالله ومحمد با حنشل، وجدي السيد حسن فدعق، الإمام بالمسجد الحرام، وسيدي الوالد السيد محمد، وأعمامي السادة أحمد وعلوي فدعق، وابن عمتي السيد محمد الجفري، رحم الله من رحل، وبارك فيمن بقي.
وعندما أنعيه اليوم، فإنما أنعي فيه الخلق والمكارم التي رأيتها فيه، والتي سمعتها من طلابه وزملائه وجيرانه عنه، ويتجدد عندي فهم قول الشيخ ابن القيم: «إذا استغنى الناس بالدنيا، فاستغن أنت بالله»..
رحم الله الحبيب عدنان، وعظم أجر الكل فيه، وبارك في أشقائه الكرام، وعقبه البررة، ووالدتهم المصون؛ من بعده.