كثر الحديث حول موضوع القيادة وصناعة القادة وأُشبع الموضوع بحثًا وحديثًا حتى أصبح حديث من لا حديث عنده،

وسنتحدث في الأسطر القادة حول هذا الموضوع ولكن بشكل لم يسبقنا إليه أحد، فلن أتحدث عن الفرق بين القائد والمدير ، ولا عن صفات القائد ولا عن صناعة القادة، وهل القيادة فطرية أم مكتسبة، ولكن سأتحدث عن فن جديد يُسمى فن قتل القادة، ولهذا الفن خطوات يجب على الراغبين في قتل القادة تنفيذها، وهي كالتالي:

الخطوة الأولى عند اختيار القادة الجدد نضع لجنة لا تملك معايير واضحة لتحديد القادة بل لا تملك مؤهلات وضع هذه المعايير ثم ندعها تختار بعض الأشخاص الذين نتوسم فيهم سمات القيادة، ونضيف لهم الكثير من الأشخاص الذين لا يملكون سوى علاقاتهم الاجتماعية من قرابة أو صداقة مع أعضاء اللجنة، ثم نبدأ بالخطوة الثانية، وهي مقارنة هؤلاء الاشخاص مع القادة الحقيقيين وتمجيدهم وإضفاء صفات الإبداع والتميز عليهم، وتضخيم كل عمل يقومون به، مع تجاهل القادة الحقيقيين وتقزيم أعمالهم، وهاتان الخطوتان تجعلان القادة تحت الضغط وتشغلهم بالتحدي عن الإبداع في أعمالهم.


وبعد هاتين الخطوتين تبدأ الخطوة الثالثة والتي لا تقل أهمية وهي إغراق القادة بالأعمال الإدارية التي لا ترقى لطموحهم وقدراتهم مع الحد من صلاحياتهم، وبذلك نستنزف قدراتهم وطاقاتهم ونهدرها في ما لا نفع له، ثم تبدأ الخطوة الأخيرة في سبيل قتلهم وهي إعطاؤهم مهمة كبيرة مع خطة فاشلة؛ فإذا ما نفذ الخطة كما هي فشلت المنظمة، وإذا ما تدارك أخطاء الخطة وحاول تجاوزها وضعنا العراقيل أمامه حتى يفشل، ثم ألقينا اللائمة عليه لعدم تنفيذه الخطة، وبذلك يكون هو شماعة الفشل في الحالتين، ونكون قد تخلصنا منه نهائيًا، لأن الكثير من القادة عندما يصلون إلى هذه المرحلة يفقدون شغفهم ورغبتهم في النجاح.

أخيرًا أقول لكل من يرغب في قتل القادة، أنت لست بحاجة لتطبيق ما سبق ولا أن تعلمه؛ لأن الكثير من القطاعات الحكومية والخاصة بل حتى غير الربحية، قد كفتك مؤنة ذلك بما تفعله من برامج صناعة القادة المزعومة، والتي تكون في الغالب برامج تسويقية لركوب موجة صناعة القادة، أو في أقل الأحوال برامج فاشلة لجهل القائمين على هذه القطاعات بأهمية القيادة وكيفية تطوير القادة.

عزاؤنا الوحيد هو معرفتنا باستمرار بعض القيادات الناجحة في تحقيق نجاحاتها، وتجاوز كل الظروف المحبطة، وكذلك وجود بعض القطاعات المتميزة والتي تبذل جهودًا عظيمة في اكتشاف القيادات الشابة وتطويرها ومنحها الفرصة ومقومات النجاح، لتتمكن هذه القيادات من تحقيق ذواتها والوصول للنجاح والقمة.