سعدت وشرفت بترشيح من شيخ شمل قبائل بني مالك أحمد بن معدي واختيار نائبنا الشيخ سعيد بن عفتان حضوريا، وعدد من أعيان بني مالك لحضور مجلس أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال يوم الأحد الموافق 20 / 11 / 1443ه، وقد كان الحضور الأول لي شخصيا، وبحكم خبراتي الإدارية الطويلة في شركة الاتصالات السعودية واطلاعي على مراجع كثيرة في إدارة الوقت واتخاذ القرارات وحل المشكلات، فإن ما رأيته في مجلس سمو الأمير تركي بن طلال كان تجربة ثرية إدارية تقنية مختلفة ومبهرة.

حيث يضم المجلس ممثلا من كل إدارات الإمارة والإدارات الحكومية، وأيضا يضم ممثلا أو مشرفا للجاليات المقيمة في المنطقة، وقد سخرت إمارة منطقة عسير التقنية الحديثة في خدمة المواطن والمقيم لحل المشكلات وتذليل الصعوبات، وتم ربط شاشات

العرض في مجلس استقبال المواطنين مع المحافظات والمراكز والتواصل بالصوت والصورة مباشرة، بحيث يستمع سموه الكريم شكوى المواطن بكل تفاصيلها، ويقرأ طلبه ويتم التواصل مع المحافظ أو رئيس المركز الذي يتبع له المواطن في

مواجهة صريحة وشفافة، بمشاركة ممثل الجهات الحكومية المركزية في أبها، وتتم مناقشه الأمر واتخاذ القرار العادل، وكذلك للمقيم، حيث يتم استقبال طلبه بوجود مشرف الجالية، ويتم دراسة الأمر واتخاذ القرارات اللازمة، وللنساء في مجلس سموه

مكان مخصص بو جود موظفات من إدارات الإمارة المختلفة، ويتم استقبال طلباتهن وشكاواهن بنفس الإجراءات والقرارات العادلة، وقد لاحظت -والله الشاهد- أن نسبة تتجاوز 90% يخرجون وهم يشكرون سمو الأمير راضين ومبتسمين وقد حلت

مشكلاتهم.

وقبل نهاية الاجتماع وبتواجد عدد من المواطنين، نواباً وأعياناً، رحب الأمير بالحضور وطلب من كل شخص أن يعرف بنفسه وقبيلته، والدعم الذي يرغب أن يتم تقديمه له من قبل إمارة منطقة عسير، وقد أتيحت لي الفرصة للتحدث عن تجربة

تطوعية اجتماعية خيرية إنسانية في قبيلة بني رزام، وهي تسع قرى تقع على طريق أبها الطائف، وتبعد عن وسط أبها حوالي 12 كلم، حيث شرحت لسموه الكريم الإنجازات التي تمت خلال ثلاث السنوات الماضية، وكانت على النحو التالي:

تم تحديث وإنشاء مجلس الحضناء لقبيلة بني رزام

بناء مجلس القبيلة في سوق سبت بني رزام

تطوير الجمعية التعاونية ببني رزام

تم افتتاح اللجنة الاجتماعية ببني رزام

استمرار حلقة تحفيظ القرآن منذ 40 سنة

دعم لجنة إصلاح ذات البين، حيث تم حل العديد من المشكلات والقضايا

شراكة اللجنة الخيرية مع جمعية البر الخيرية بأبها

إنشاء جامع جديد بسبت بني رزام من قبل فاعل خير

إنشاء ملعب رياضي لتحفيظ القرآن من قبل فاعل خير

استمرار صندوق تعاون وتكافل الزواجات لدعم الشباب وإعانتهم على الزواج منذ 20 عاما

تطوع الأهالي لإنشاء سدين للمياه لدعم جهود الدولة -حفظها الله- لدرء مخاطر السيول.

وفي شرح لمجلس الحضناء، هو مجلس يضم تسعة أشخاص من كل قرية مرتبطين بالنائب لا يبت في أمر إلا يشاورهم، وهو كذالك في نموذج للعمل التكاملي، وهذا موثق لدينا من عهد الآباء والأجداد، والوثيقة موجودة في كتاب (بنو رزام تاريخ وحضارة) للمؤلف الشيخ عبدالله بن عفتان، أمد الله في عمره.

وقد استعرضت هذا الحراك والنشاطات في قبيلة بني رزام التي هي نشاطات وأعمال مؤسسية مدعومة ومرخصة من الدولة، وتجعل القبيلة تحتفظ بعاداتها وتقاليدها وتكون مدنية متطورة، ومحور معظم النشاطات الإنسان والمكان بتأهيل وتطوير الشباب في برامج التكاتف الاجتماعي، وترسيخ مفهوم الوطنية، حيث قدمت الدولة وبذلت المال والمساندة لجميع الفعاليات، ومن أهمها اللجنة الاجتماعية والجمعية التعاونية، وجميع النشاطات يديرها شباب نفتخر ونعتز بهم، يضحون بوقتهم وجهدهم لخدمة دينهم ووطنهم وأهلهم وقراهم.

وبعد عرض النشاطات وعدنا سمو الأمير بزيارة بعد عيد الأضحى المبارك للاطلاع على تجربة بني رزام الإنسان والمكان، وقد طلبنا من سموه مشاركة هيئة تطوير عسير، حيث نرغب في العمل على تطوير قرى بني رزام لتكون قرى ريفية متطورة، أسوة بمثيلاتها في دول العالم، ويتم إقامة نزل ريفية لفك الاختناق في مدينة أبها وتوفير الدعم الذي تحتاج له القرى من توسعة للطرق والإنارة والرصف وشبكة المياه والتشجير وإعادة بناء بعض السدود لتكون رافدا للمزارعين والسكان، وتكون نموذجا للقرى الريفية المتطورة. نائب وأهالي قبيلة بني رزام ينتظرون بشوق وسعادة غامرة تشريف سمو الأمير ومرافقيه الكرام.

وفي الختام ولما لهذه التجربة الثرية من أثر بالغ أتمنى أن يتم حضور ممثل نادي أبها الأدبي وجامعة الملك خالد لمجلس الأمير الكريم، لتوثيق وتدوين هذه الجلسات والنقاشات بأسلوبها الجديد والفريد، ونقل التجربة لبقية المناطق، وإصدار كتيب سنوي

يكون مرجعا لإمارة منطقة عسير.